ذات يوم،
كان هناك عصفور قد شعر بالتعب، لم يكن يملك القوة ليهاجر كباقي الطيور المهاجرة.
قال لأبنائه :
ـ اذهبوا دوني، سأجد لي ملجأ يحميني من البرد وقسوة الشتاء، وسأراكم في الربيع !.
ذهب العصفور إلى شجرة البلوط وطلب أن يحتمي بأوراقها، لكن شجرة البلوط كانت قاسية ومغرورة فرفضت توا طلبه.
ذهب حزينا إلى شجرة الخوخ، وكان جوابها بالرفض أيضا .
لم ييأس العصفور المريض، المتعب، وذهب إلى شجرة الحور، ثم شجرة الصفصاف وشجرة الدردار، كل تلك الأشجار لم توافق أن يحتمي بها وبأغصانها وأوراقها .
(هل يمكنك تصديق ذلك ؟ !)
بدأت العواصف تشتد، والأمطار تهطل بقوة، والعصفور يكاد يموت من البرد.
لما أخد الثلج يتساقط ، خشي العصفور أن يتجمد من الصقيع ، وأن يموت فعلا ، فلجأ إلى شجرة الزيتون كحل أخير، فأجابته :
ــ لا يمكنني أن أقدم لك الكثبر من الدفء والحماية ، فأنا لا أملك سوى أوراق ذات حجم صغير ،
ونظرت إليه وهو يرتعش ، ويكاد البرد أن يطرحه فقالت مشفقة :
ــ موافقة مع ذلك على حمايتك .
شعر العصفور بسعادة غامرة وهو يسارع إلى الاحتماء بأوراقها .
( أتعرف ماذا ؟ لقد نجا من صقيع الشتاء !)
عاد أطفاله في الربيع ، وبكوا من الفرح لنجاة والدهم .
وبعد رؤية ما حصل، قرر الخالق معاقبة كل الأشجار الموجودة على وجه الأرض على أنانيتها وغرورها .
( أتعرف ماذا فعل الله تعالى ؟ )
جرد كل الأشجار من أوراقها، في فصل الشتاء وهكذا تجدها عندما يحين هذا الفصل من السنة تفقد أوراقها كلها، ما عدا شجرة الزيتون التي استجابت للعصفور وأنقذت حياته من البرد القاسي .
( أتعرف ماذا ؟ أظن أن كل واحد في هذه الحياة سوف يجد شجرته !) .