كنت في ريعان الشباب ،
كنت غارقة في الأحلام ، كان الأمل يغني لي ويهدهدني بأكاذيبه ،
كنت نجمة لمعت لي في السماء .
كنت أضع كل شيء في قلبي وأسميه أنت ..
وكانت وجنتاي تحمران من السرور والغبطة .
كان نوع من الحمى يتصاعد إلى رأسي ،
كان يهيأ لي أن الأرض برمتها ستكون خرابا لو لم تكن موجودا عليها وجودك وحده كان ينير أيامي .
آه يا زمن الأحلام والقوة والمجد ، لما كنت أريد كل شيء من الحياة : الحب والقوة والشهرة ..ولما كنت مليئة حيوية وكبرياء .
كنت متيقنة أنني سأتعرف عليك من صوت أنفاسك ، ومن صوت خطواتك على الأرض .
كنت سأتعرف عليك في الموت وفي نهاية الزمن والعالم .
الآن ،أحس ، أرى ، أعرف ، لم يعد ذلك مهما ،
الآن ، القليل من الأحلام فقط تدق بابي والقليل من الأفكار تدور في دماغي .
كما حفنة من الرمال كلما ضغطت عليها قليلا فأنت تتسلل من بين أصابعي وتندثر في هذا العالم الفسيح .
آه يا زماني الآبد ، يا سنيني التي مرت ، لماذا بسرعة هكذا ابتعدت وتركتني أواجه كل هذه الأيام السوداء .
آه يا ماضي الجميل كم تشبثت بك وكم فرحت لما كنت ألمس حبك بيدي، لكن كم ذرفت الآن من دموع ساخنة عندما وجدت يدي فارغتين.
لأنساك ... لأنساك
لكن الحياة لا قيمة لها دونك ، إنها منعدمة الوجود ، والحب مات ورحل معك،
لأترك الرياح تأخذني لذلك الأفق المظلم ، لا شيء يبقى مني ، فقد أصبحت ذلك الشبح الذي يروح ويجيء دون أن يترك ولو ظله وراءه .
في كل ليالي التي تذهب ، لم يعد لي لكي أحدثك عن حبي سوى نتفة من الصمت ..