يحدث أن أفكر فيك كثيرا، أن أفكر في هذه الحياة التي كنت جزءا منها ، تمر بذهني بعض أحداث خلافاتنا ، وكذلك لحظات سرورنا وضحكنا المتبادل وأوقات سعادتنا ، ربما هو نكران مني ، لكنني أجد أنني لا يمكن أن أفكر في كل الأحداث الإيجابية فقط في حياتنا معا قبل أن ترحل.
بعد رحيلك لم أعرف كيف أبكيك لعدة شهوركما لو كنت محصورة في حيز ضيق أو أن كل اللحظات توقفت واجتمعت في آخر أوقاتي معك،
كنت منشطرة بين عدم وجودك وبين الأمل في أنك ستتصل بي في أي وقت ، وأسمع صوتك من جديد .
كنت في أوقات ما أتمنى أن تكون قد وجدت السلام هناك وأنك سعيد تلك السعادة التي لم تتمكن من تحقيقها عندما كنت هنا .
لكن كان اليأس والتعاسة يأخذان مني أيما مأخذ عندما أنسى أنك غادرت هذه الحياة ، فأبادر إلى محاولة الاتصال بك ، وأتخيل بعض الأحيان أنك ستدير المفتاح في قفل الباب وتدخل .
لكنني أتذكر حينا أنك ذهبت، فتحتل غصة مريرة حلقي ..وتشل حركتي وأنا ألوم نفسي أنني لم أكن أكثر حضورا لك وأكثر حبا، وأنني لم أستطع أن أساعدك في مواجهة الموت وأن أحاربه معك.
أنظر إلى المرآة إلى جانبي تنبعث صورتك فجأة داخلها، تبتسم لي وأسمع صوتك يسألني:
ــ أنا هنا من أجلك ، لا تخافي .. ــ
أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأتأسف وأحزن كثيرا ،
أنظر اتجاه المرآة:
(لن أنساك).