لا أنا مثلكم ، ولا أنتم مثلي
أعاهدكم ألا أحبكم ،
يا بني البشر ،
أعاهدكم أنكم لو
أهديتم لي لآلئ الأشعار
لو وضعتم تحت قدمي
نفائس الذهب والخز والخيزران
لو أسكنتموني قصر علاء الدين
أو وضعتم تحت يدي خزائن الجان
أعاهدكم ألا أحبكم ،
ولو أصبحتم تحت أمري
خدما وحشما وقيان ،
ولو بعثرتم مشاعركم أمامي ،
وانكفأتم ورضختم وأطعتم في انبهار
أعاهدكم ألا أحبكم ،
حتى لو أتيتم نحوي ،
من كل فج ، تحملون قلوبكم السوداء
صافات ، وفرادى في بؤس وانهيار ،
أعاهدكم ألا أحبكم ،
فأنتم ترقعون حياتكم ،
بخيوط كذب رنان،
وثوبكم الباهت ، بخيط بهتان مستعار.
البدايات معكم فخ ،
والنهايات صعبة ، محفوفة بالأخطار ،
لن أحبكم ، لن أحبكم ،
فأنتم متهمون أمام الكون ،
سأنصب لكم محاكم الغربان ،
ستعاقبون ، يا مغتصبو طعام الصغار
وينتف ريشكم كاملا ،
ولن تستطيعوا الطيران ،
ستضربون بالمناقير حتى الاندثار ،
لن أحبكم يا بني البشر ،
وسأرميكم بعواصفي الهوجاء ،
والأمطار ، والرعد الغدار .
أنتم يا ثعالب القدر ،
أنا ، أنا ، التي لا تنسي ،
ولا تبرأ من حيل بني آوى المكار ،
و لا يمكنني تجاهل ما يظهر من غدر
بني الإنسان ، حين تنطفئ الأنوار ،
أنتم لعنتي ، ولا أنا مثلكم ،
ولا أنتم مثلي ،
متى أتى ليل وذهب نهار ،
فابتعدوا ، ابتعدوا عني ،
فأنا سأظل وفية لأفكاري ، أيها الأغيار .
سأحب السماء والماء والأشجار ، والبحار
أما أنتم ، لن أحبكم ، لن أحبكم .
وليس لديكم للانعتاق طريق أو خيار .




































