لا أكتب إلا ما أفكر فيه عندما أريد أن أكتب، فأعود إلى الماضي لأفهم ما يحدث الآن في حاضري، فقد أكون سعيدة يوما ما، لكن لن يحصل ذلك بعد اليوم.
أرجوكم لا تنظروا إلي، سوف ترون روحي متعفنة،
غضبي عنيف لدرجة أن كل شيء يهتز حولي، لكن الأمر الجلل حقا هو أن لا أحد يشك ولو لدقيقة واحدة أن كل هذا السوء كبحر نتن يدمرني داخليا.
لا أعرف إن كنت أريد أن أقتلك فقط، وأجعلك تندثر تماما وكأنك لم توجد يوما، أو أنني قد أجد طريقة للانتقام منك دون أن ألمس ولو شعرة منك،
لقد دست على قلبي للمرة الألف، لست إلا الوجه الخفي القبيح لنفسي إنني جزء من ابتسامتك الفاشلة،
كم مرة خاتلتك النظر ، كنت أخشى أن تكتشف ما أخفيه عنك من مشاعر الكره والغيظ .
كنت أخاف أن تعرف أنني لا أريدك أن تعيش ، بعدما دمرت روحي وبعثرت كرامتي ، لكن هل يمكنك أن تفهم كل ما يعتمل في نفسي من جراء إيذائك لها ،
كان لديك الوقت الكافي لتسبب لي أكبر الأوجاع والآلام لأنك كنت تعرف أين أخفي جروحي القديمة.
الآن حان دوري ،
طبعا أنت لم تنتبه إلى ما أخطط له، بهدوء وطمأنينة بعدما استكنت إلي.
أرجوكم، لم أكن أريد أن أصبح قاسية إلى هذا الحد يوما، لكنه كان كل يوم يعطيني دروسا في القسوة.
أتعرفون أن الإنسان لم يكن يعرف القسوة في البداية إلا حينما أصيب من طرف الغير بالأذية.
أرجوكم لا تديروا لي ظهوركم عندما أبكي، إنني حزينة جدا ولأول مرة لا أعرف أن أصف آلامي بكلمات، أحس بفراغ كبير داخلي كما لو أنني مخدرة تماما،
لم أستطع أن أبكي رغم أنني أحس أن الدموع تهدر داخلي ، شعور واحد فقط ينتابني ، ينبئني أن جوارحي كلها متيبسة ،
لم يستطع أحد أن ينتزع ذلك السكين من يدي الذي أدخلته في عينك بسرعة البرق ،
لماذا دفعتني إلى ذلك ؟ لماذا ؟
من هذه المصحة ، وأنا أجلس تحت شجرة السنديان المنعزلة هذه أكتب ، وأكتب دون انقطاع ، ملتصقة بجدعها وكأنها تحضنني ، وكأنها حمايتي ضد كل الهواجس والأصوات التي تدق مسامعي ، متأملة السماء بين الفينة والأخرى محاولة أن أنسى .
أعرف أن النسيان مهم جدا للإنسان، لكنني لا أنسى شيئا وهذا مؤلم جدا ، خاصة وأن صوتك لا يفارقني ( يوما ما سوف تعرفين إلى أي مدى أنت ضائعة ..) .
إنه صراخك في ذهني ، والصمت المطبق حولي وفي هذه الحياة .
أملي الوحيد الآن أنه عندما يأتي الليل ، أريد فقط أن أطفئ روحي كما تطفأ الأنوار .