لماذا أنت ؟
ولماذا كل هذا ؟
كل نبضات قلبنا ستظل غامضة ،
هل الحب هو أن نعطي ما ليس لدينا لمن لا يريد أن يقبل منا ؟
كنت قد وجدت هذه الفكرة في كتاب ما ، قفزت أمامي مرة .
واليوم هاهي تأتيني حقيقة .
(أنت لا تريد حبي لك ، أنت تتحمله ،
هكذا ، صابرا ، هادئا ، لا تحرك ساكنا ، عندما تحتاجه ، تطلبه فقط .
بعض الأحيان ، تستقر به ، كأنك مجبر على ذلك .
وفي بعض الأحيان الأخرى ، أقسم بالله العظيم لقد رأيتك مسرورا وفرحا به ).
عند سماعك كلماتي أصبحت ملامحك جامدة كما كل مرة أحدثك بشيء جدي ، لكنك لم تجبني بشيء .
منذ أسبوعين ، زارتني الغصة ، غصة اليأس التي حاولت أن أتركها كل تلك المدة محاولة النسيان في استراحة محارب ، لكنها عادت بقوة لتتكور داخل حلقي وبعد ذلك داخل صدري حيث استقرت كعادتها .
أحس بها تتحرك داخل صدري محدثة دبدبات .
بعض الأحيان تتمدد تلك الغصة ، وتحتل صدري كاملا .
بعض الأحيان ، أشعر بدوخة وبأنني سأقع أرضا ، وأنا في الشارع .
إن هذا ما يسمونه الحياة الصعبة على ما أظن ، ذلك أن كل شيء هو داخل رأسي ، فأنا أحس بتاج من الأشواك داخل عنقي يعصره ويعصر حبالي الصوتية فلا أكاد أصدر صوتا .
وأحس داخل بطني بخواء يحفر شيئا فشيئا ،
كل يوم يحفر قليلا ، وهذا الذي يكاد يقتلني .
والعدم ، إنه أسوأ شيء ، إنه يستولي علي ويأكل دماغي .
وأحس بذلك الألم الذي يجعل عيناي تدمعان ، وهذا ليس داخل رأسي .
إن يداي ترتعشان دون سبب وقلبي يرتج داخل صدري دون سبب أيضا .
إنني لا أتنفس جيدا .
لا أستطيع أن أتذكر يوما واحدا من تلك الأيام التي لم أشعر فيها بالفراغ .
لقد نسيت كل الأيام السابقة .
قلت للطبيب في حشرجة :
ـــ أين طفلي ؟ إلى أين أخذتموه وكيف ؟ أريد أن أراه !
لا أتذكر كيف حصل ذلك ، فأنت خدرتني ،
أنا لم أكن مريضة من قبل لكي أفقده ؟
أين طفلي ؟ مكانه أصبح شاغرا داخلي .
الخواء تمكن مني ، إنه يتداخل بكل شيء في ليسيطر على كل جسدي .
أيها الطبيب ، لقد أصبحت جسدا يصارع الفراغ والخواء الذي أحدثته داخلي .
تعبت من أدويتك التي تجعلني أغرق في هذا العالم الضبابي والتي أبتلعها كصلوات ، كل ذلك لكي تحقق نجاحك في مهنتك ، وأنت تنظر بفخر إلى أشلاء طفلي الذي قمت للتو بقتله وكذلك إلى جسدي الممدد رهن إشارتك وقد أصبح خاويا ، مليئا بالفراغ ،
تنظر مزهوا و تعد كل شيء مات داخلي ، قلبي ومشاعري كلها والفرحة تشع من عينيك والابتسامة على شفتيك .
تنتظر أن أتقاسم معك الفرحة والسرور والابتسام لك أيضا لأنك تؤكد لي أنك أنقدتني وضحيت بطفلي .
ـــ أيتها السيدة،
إنك أنت وزوجك من وقع لنا الإذن للقيام بذلك.