هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ الكرسي المقابل
  • ق.ق.ج/ سلالة الغبار
  • الرفض الجدي..
  • قائمة الأسماء..
  • حرة أنا …
  • أرواح شاهدة
  • احلام بلا اجنحة
  • على بركان
  • تزهر قلوبنا
  • فقدان الإحساس مرعب
  • ويبقى الحُبُّ ما بَقي العِتاب
  • ق.ق.ج/ الكوب الفارغ
  • ق.ق.ج / ريش متناثر
  • فنون البعاد
  • غربة والتماس
  • القلب ميت
  • رسالة لم تصل إليك
  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. أنا لست امرأة 

أنا لست امرأة 

أجابته ونظرة عينيها تفضح كل ما يعتمل في صدرها من غيظ وحنق، لكنه نظر إليها وعلى فمه ابتسامة فيها كل معاني اللؤم وقال بتعجب ودهشة : 

ــ مادا أنت إذن؟ رجل ؟ أتنفين جنسك ؟

 حاولت أن تكبح جماح غضبها حتى لا تظهر على ملامحها تعابير الثورة التي تهز أعما قها وحتى لا يخونها صوتها فيصل الى سمعه متقطعا ، مدبدبا من فرط الأسى الذي يحفر داخلها ، قالت وهي تحاول ان تتصنع الهدوء : 

ـ أنا لست المرأة التي تحتفظ لها بتلك الصورة في ذهنك يا سيدي 

ـ كيف دلك ؟ 

ـ المرأة في نظركم يجب أن تكون لي الأبد، ضعيفة، لا يجب أبدا أن تنفض عنها غبار الذل والمهانة ، وترفع رأسها عاليا بتعبها 

ـ لا ، لا أنا لا أ قصد، ولا أحتقر المرأة بل أشفق عليها فهي تتحمل ما لا تطيق , يجب أن يحتفظ لها بالأعمال البسيطة والتي لا تتطلب منها وقتا كبيرا صمتت وقد تاهت وراء أفكارها تبحث عما يريده هدا الرجل , و غيره ممن يتسترون وراء تسلطهم وسيطرتهم في كل المجالات تحت ستار الشفقة 

أحست أنها تتقلص حول نفسها لتتحول شيئا صغيرا مشوها يصب عليه نظرات كلها شفقة، 

عملت كل ما في وسعها لإبعاد هدا الشعور الذي يثير اشمئزازها بينما استرسل قائلا : 

 ـــ إن المرأة كما تعرفين يجب أن تهتم بنفسها وبيتها ثم ان المناصب الكبرى كما تلاحظين تتطلب منها مجهودا جبارا .

حاولت الاعتراض، لكنها خشيت أن يقابل اعتراضها بالشفقة المعهودة ، فحاولت مرة أخرى أن تغلق الحديث بهدوء حتى لا تبرز له ثورتها ، فيزداد إشفاقا أو بالأحرى شماتة فيها، إن ثورة النساء عنده لا تثير سوى الشماتة، والشفقة أصبحت عنكبوتا كبيرا يستولي عليها ويتولد عنه عناكب كثيرة تنتشر في كل مكان حولها وتنسج حولها خيوطا تقيد حركاتها , تكتم انفاسها ( أنت أيتها المرأة يجب ألا تحلمي كثيرا لن تنالي غير شماتة مثل هدا الرجل.

( أنت أيتها المرأة يجب ألا تهتمي بشيء غير التفاهات ليتسلى بها, ويجب ألا تهتمي لما حولك ولا تفكري بالمناصب وعلى كل فالأعمال كلها شريفة و .. و ..ثم إنها يجب أن تربي أطفالها وعلى كل يجب أن تعتني بنفسها من أجل رجلها ).

أكمل حديثه دون أن ينتبه إلى استغراقها في التفكير.

( رجل البلاهة واللامبالاة هو، هي تعرف أنها لن تقنعه مهما قالت ، وكانت فكرة ما تقفز في ذهنها تعرش من مكان ما، أين وعيه الا يدري ما يقول ؟)

 تضاربت عيناهما ,، أسبلت جفنيها ،ظل يتفحصها وعلى وجهه ابتسامة لئيمة ، كان يعرف انه يثيرها بكلماته كان ينتظر ان تجيب فقالت : 

ـ نعم معك حق وإلا من يربي الأطفال إنهم المستقبل والمرأة يجب أن تعتني ببيتها ونفسها أكثر من كل شيء .

كان يجب أن تتخلص من هذا الحديث بأي وجه ، كانت كل كلمة منه تتحول فيها الى معول حاد، بينما يصبح الداخل حقلا يحفر فيه بكل قوة وقسوة، وليس هناك من قدرة توقف العضلات المتشنجة ، والأرضية صلبة ، جافة ، والصوت الصادر عن دقات المعول هائل ومفزع , وهي مغزوة من قبل هدا التتري حتى النخاع .

ومع كل نبرة من نبرات صوته، يرعشها الألم، ولا مجال للفرار من الحديث معه في هدا المحيط من التيه والضياع والتخلف الممتد بينهما .

وبسخرية يقول : 

ـــ إن أساس تخلفنا وتصدرنا البلدان المتخلفة هو المرأة فهي يجب أكيد أن تبتعد عن طريق الرجل لا أدري ما هدفكن أنتن تطاولتن على كل الحريات .

وكانت خلال حديثه غير المجدي , وكلما ته العقيمة ، قد وضعت رأسها بين يديها ، وعينيها الفارغتين تنظران إليه وتساؤل يجول داخلها ( هل هي في حاجة إلى من يذكرها بالفرق الكبير والصغير بين المذكر والمؤنث . 

يا بلاهة الأيام تمر تافهة ، ثرثرة ، ثرثرة ..دون مرتكز وهذا اللاوعي يلطمها به ، يشرع في وجهها هذه الأوبئة التي وح تسكنه ، فكيف تنظفه منها وهو ليس إلا نموذجا ، كيف يحاول أن يطمس معالم كرامتها ويمسح حدودها .

قهقه كعادته وبسخرية ,، لقد أحس بنظراتها المتمعنة على ذقنه وشاربه ، أحس بها تتمعن كل شعيرات لحيته المقصوصة بدقة وعناية ونظر إليها نظرات مليئة بمزيج من الاستهزاء والرعونة والصمت الثرثار ومن حركاته علمت انه منزعج تماما فصمتها قال له أشياء كثيرة عن عناده وتخلف فكره وعلمت انه لن ياذن لها بمغادرة مكتبه إلا حينما يصبح على يقين من أن كرامتها مرغت في الوحل .

وقفت تحاول التخلص من هذا الرعب الذي أخذ يتملكها، فنفسها أعز لديها من أي شيء في هذا العالم وكرامتها فوق كل شيء وجيبه بئر عميق يريد أن يغرقها فيه فلا تتنفس غير أدرانه ذات الرائحة الكريهة .

ــ سأحضر بريدك يا سيدي .

ــ لا ليس الآن! انتظري حتى نكمل حديثنا هذا الموضوع يسليني كثيرا .

_ إجلسي ــ هيا .

طافت بذهنها أفكار كثيرة، لكنها لا تستطيع أن توضحها له لان مخالبه ستبرز أكثر حدة ، وهي في اشد الحاجة إلى الأجر الذي تتقاضاه منه وكأنه صدقة فهو لا يبالي بكدها وتعبها .

 لقد شعرت حين قبوله ترشيحها للعمل بمكتبه إنما هو قبول لوجهها فقط ,هو لم يكن يعلم أنه سيصطدم بهذا الجدار المانع فيها , لم يكن يدري أنها ستتسلل كالماء من بين أصابعه .

ـ لم لا تقبلين دعوتي على العشاء نستطيع أن نحدث بهذا الموضوع في جو آخر أكثر حرية .

الخبث أساس ، والغدر يطارد كل المشاعر النبيلة وما بينها وبينه بحر من الظلام الحالك ، لن تقطع مسافاته حتى الصواريخ العصرية ..

ـ لمادا أنت صامتة، إن الفكرة رائعة، المناقشة معك مفيدة.. و أنت حينما تثورين....

ـــ يا سيدي هدا شرف كبير لكنني..لكنني .. لا يمكنني ..

 بماذا تجيبه ؟ وكيف تخرج من هده الورطة ؟ ..وما هذا الذي يتكون داخلها ويشب في صدرها ..

ما هذه المساومة الرهيبة ؟؟ 

الاختيار واضح بين شقين اثنين :

 إما أن تقبل , وإما لا تقبل فتفصل من عملها والهزيمة تشرئب في عروقها منتصرة .

أصلح من وضعه، حرك رأسه في زهو، قرأت في عينيه ملامح جرأة جديدة.

بتلعثم وصوت سكنه اليأس أجابت وهي تعرف أنها تحكم على نفسها بالجوع وأن منصبها المحترم بهذا المكتب سيتبخر مع كلمات قليلة ستنطق بها بعد قليل وان الشهادات التي نالتها بكفاءة، لا معنى لها ،إلا أنها تشهد على ممارساته التعسفية وهمجيته في معاملتها والأيام العصيبة التي مرت بها ، دقائقها ، ثوانيها دليل على الغباء الذي كانت تسبح فيه والدي يصدمها اليوم في عنف .

(لو كانت تعلم لما تابعت رحلة التعليم إلى نهايتها ) .

(لكن، لا لا لن أذهب معك إلى أي مكان، والوداع يا سيدي المحترم، وأتمنى ألا أرى سحنتك بعد اليوم .

ــ خديجة ؟ _خديجة أنا لا اقصد، لم أكن أقصد.. .

 وصوت الباب يقرع في عنف ويقطع عليه استرساله في مناداتها .

ــ فلتذهبي إلى الجحيم.

(مرحبا بك أيها الجوع في سبيل تغيير ما ،فالانتقام السهل لا ينفع في مثل هده الأحوال , والرضوخ معناه أن تقتل نفسها ، أن تخنقها . يا نفسي أمهليني ، حتى أستطيع أن أتنفس 

على الأقل نسجل معا نقطة في الموضوع ـــ موضوع المرأة والغد والكرامة ).

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350874
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205395
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190544
4الكاتبمدونة زينب حمدي176740
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138654
6الكاتبمدونة مني امين118883
7الكاتبمدونة سمير حماد 112809
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي104009
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101435
10الكاتبمدونة مني العقدة98668

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

612 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع