هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • يوم غريب في حياتي
  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. أنا لست امرأة 

أنا لست امرأة 

أجابته ونظرة عينيها تفضح كل ما يعتمل في صدرها من غيظ وحنق، لكنه نظر إليها وعلى فمه ابتسامة فيها كل معاني اللؤم وقال بتعجب ودهشة : 

ــ مادا أنت إذن؟ رجل ؟ أتنفين جنسك ؟

 حاولت أن تكبح جماح غضبها حتى لا تظهر على ملامحها تعابير الثورة التي تهز أعما قها وحتى لا يخونها صوتها فيصل الى سمعه متقطعا ، مدبدبا من فرط الأسى الذي يحفر داخلها ، قالت وهي تحاول ان تتصنع الهدوء : 

ـ أنا لست المرأة التي تحتفظ لها بتلك الصورة في ذهنك يا سيدي 

ـ كيف دلك ؟ 

ـ المرأة في نظركم يجب أن تكون لي الأبد، ضعيفة، لا يجب أبدا أن تنفض عنها غبار الذل والمهانة ، وترفع رأسها عاليا بتعبها 

ـ لا ، لا أنا لا أ قصد، ولا أحتقر المرأة بل أشفق عليها فهي تتحمل ما لا تطيق , يجب أن يحتفظ لها بالأعمال البسيطة والتي لا تتطلب منها وقتا كبيرا صمتت وقد تاهت وراء أفكارها تبحث عما يريده هدا الرجل , و غيره ممن يتسترون وراء تسلطهم وسيطرتهم في كل المجالات تحت ستار الشفقة 

أحست أنها تتقلص حول نفسها لتتحول شيئا صغيرا مشوها يصب عليه نظرات كلها شفقة، 

عملت كل ما في وسعها لإبعاد هدا الشعور الذي يثير اشمئزازها بينما استرسل قائلا : 

 ـــ إن المرأة كما تعرفين يجب أن تهتم بنفسها وبيتها ثم ان المناصب الكبرى كما تلاحظين تتطلب منها مجهودا جبارا .

حاولت الاعتراض، لكنها خشيت أن يقابل اعتراضها بالشفقة المعهودة ، فحاولت مرة أخرى أن تغلق الحديث بهدوء حتى لا تبرز له ثورتها ، فيزداد إشفاقا أو بالأحرى شماتة فيها، إن ثورة النساء عنده لا تثير سوى الشماتة، والشفقة أصبحت عنكبوتا كبيرا يستولي عليها ويتولد عنه عناكب كثيرة تنتشر في كل مكان حولها وتنسج حولها خيوطا تقيد حركاتها , تكتم انفاسها ( أنت أيتها المرأة يجب ألا تحلمي كثيرا لن تنالي غير شماتة مثل هدا الرجل.

( أنت أيتها المرأة يجب ألا تهتمي بشيء غير التفاهات ليتسلى بها, ويجب ألا تهتمي لما حولك ولا تفكري بالمناصب وعلى كل فالأعمال كلها شريفة و .. و ..ثم إنها يجب أن تربي أطفالها وعلى كل يجب أن تعتني بنفسها من أجل رجلها ).

أكمل حديثه دون أن ينتبه إلى استغراقها في التفكير.

( رجل البلاهة واللامبالاة هو، هي تعرف أنها لن تقنعه مهما قالت ، وكانت فكرة ما تقفز في ذهنها تعرش من مكان ما، أين وعيه الا يدري ما يقول ؟)

 تضاربت عيناهما ,، أسبلت جفنيها ،ظل يتفحصها وعلى وجهه ابتسامة لئيمة ، كان يعرف انه يثيرها بكلماته كان ينتظر ان تجيب فقالت : 

ـ نعم معك حق وإلا من يربي الأطفال إنهم المستقبل والمرأة يجب أن تعتني ببيتها ونفسها أكثر من كل شيء .

كان يجب أن تتخلص من هذا الحديث بأي وجه ، كانت كل كلمة منه تتحول فيها الى معول حاد، بينما يصبح الداخل حقلا يحفر فيه بكل قوة وقسوة، وليس هناك من قدرة توقف العضلات المتشنجة ، والأرضية صلبة ، جافة ، والصوت الصادر عن دقات المعول هائل ومفزع , وهي مغزوة من قبل هدا التتري حتى النخاع .

ومع كل نبرة من نبرات صوته، يرعشها الألم، ولا مجال للفرار من الحديث معه في هدا المحيط من التيه والضياع والتخلف الممتد بينهما .

وبسخرية يقول : 

ـــ إن أساس تخلفنا وتصدرنا البلدان المتخلفة هو المرأة فهي يجب أكيد أن تبتعد عن طريق الرجل لا أدري ما هدفكن أنتن تطاولتن على كل الحريات .

وكانت خلال حديثه غير المجدي , وكلما ته العقيمة ، قد وضعت رأسها بين يديها ، وعينيها الفارغتين تنظران إليه وتساؤل يجول داخلها ( هل هي في حاجة إلى من يذكرها بالفرق الكبير والصغير بين المذكر والمؤنث . 

يا بلاهة الأيام تمر تافهة ، ثرثرة ، ثرثرة ..دون مرتكز وهذا اللاوعي يلطمها به ، يشرع في وجهها هذه الأوبئة التي وح تسكنه ، فكيف تنظفه منها وهو ليس إلا نموذجا ، كيف يحاول أن يطمس معالم كرامتها ويمسح حدودها .

قهقه كعادته وبسخرية ,، لقد أحس بنظراتها المتمعنة على ذقنه وشاربه ، أحس بها تتمعن كل شعيرات لحيته المقصوصة بدقة وعناية ونظر إليها نظرات مليئة بمزيج من الاستهزاء والرعونة والصمت الثرثار ومن حركاته علمت انه منزعج تماما فصمتها قال له أشياء كثيرة عن عناده وتخلف فكره وعلمت انه لن ياذن لها بمغادرة مكتبه إلا حينما يصبح على يقين من أن كرامتها مرغت في الوحل .

وقفت تحاول التخلص من هذا الرعب الذي أخذ يتملكها، فنفسها أعز لديها من أي شيء في هذا العالم وكرامتها فوق كل شيء وجيبه بئر عميق يريد أن يغرقها فيه فلا تتنفس غير أدرانه ذات الرائحة الكريهة .

ــ سأحضر بريدك يا سيدي .

ــ لا ليس الآن! انتظري حتى نكمل حديثنا هذا الموضوع يسليني كثيرا .

_ إجلسي ــ هيا .

طافت بذهنها أفكار كثيرة، لكنها لا تستطيع أن توضحها له لان مخالبه ستبرز أكثر حدة ، وهي في اشد الحاجة إلى الأجر الذي تتقاضاه منه وكأنه صدقة فهو لا يبالي بكدها وتعبها .

 لقد شعرت حين قبوله ترشيحها للعمل بمكتبه إنما هو قبول لوجهها فقط ,هو لم يكن يعلم أنه سيصطدم بهذا الجدار المانع فيها , لم يكن يدري أنها ستتسلل كالماء من بين أصابعه .

ـ لم لا تقبلين دعوتي على العشاء نستطيع أن نحدث بهذا الموضوع في جو آخر أكثر حرية .

الخبث أساس ، والغدر يطارد كل المشاعر النبيلة وما بينها وبينه بحر من الظلام الحالك ، لن تقطع مسافاته حتى الصواريخ العصرية ..

ـ لمادا أنت صامتة، إن الفكرة رائعة، المناقشة معك مفيدة.. و أنت حينما تثورين....

ـــ يا سيدي هدا شرف كبير لكنني..لكنني .. لا يمكنني ..

 بماذا تجيبه ؟ وكيف تخرج من هده الورطة ؟ ..وما هذا الذي يتكون داخلها ويشب في صدرها ..

ما هذه المساومة الرهيبة ؟؟ 

الاختيار واضح بين شقين اثنين :

 إما أن تقبل , وإما لا تقبل فتفصل من عملها والهزيمة تشرئب في عروقها منتصرة .

أصلح من وضعه، حرك رأسه في زهو، قرأت في عينيه ملامح جرأة جديدة.

بتلعثم وصوت سكنه اليأس أجابت وهي تعرف أنها تحكم على نفسها بالجوع وأن منصبها المحترم بهذا المكتب سيتبخر مع كلمات قليلة ستنطق بها بعد قليل وان الشهادات التي نالتها بكفاءة، لا معنى لها ،إلا أنها تشهد على ممارساته التعسفية وهمجيته في معاملتها والأيام العصيبة التي مرت بها ، دقائقها ، ثوانيها دليل على الغباء الذي كانت تسبح فيه والدي يصدمها اليوم في عنف .

(لو كانت تعلم لما تابعت رحلة التعليم إلى نهايتها ) .

(لكن، لا لا لن أذهب معك إلى أي مكان، والوداع يا سيدي المحترم، وأتمنى ألا أرى سحنتك بعد اليوم .

ــ خديجة ؟ _خديجة أنا لا اقصد، لم أكن أقصد.. .

 وصوت الباب يقرع في عنف ويقطع عليه استرساله في مناداتها .

ــ فلتذهبي إلى الجحيم.

(مرحبا بك أيها الجوع في سبيل تغيير ما ،فالانتقام السهل لا ينفع في مثل هده الأحوال , والرضوخ معناه أن تقتل نفسها ، أن تخنقها . يا نفسي أمهليني ، حتى أستطيع أن أتنفس 

على الأقل نسجل معا نقطة في الموضوع ـــ موضوع المرأة والغد والكرامة ).

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334199
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190331
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181706
4الكاتبمدونة زينب حمدي169858
5الكاتبمدونة اشرف الكرم131037
6الكاتبمدونة مني امين116824
7الكاتبمدونة سمير حماد 107941
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي98056
9الكاتبمدونة مني العقدة95141
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91962

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1707 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع