هناك أنواع عديدة من الصمت ، أو على الأقل قد عرفت الكثير من أنواعه :
هناك الصمت العميق ، الذي لا يصدر صوتا ، والذي لا يقول شيئا وليس لديه شيء ليقوله .
وهناك الصمت المزيف ، ذلك الذي يريد أن يقول ، لكنه يصمت عن خوف أو عن دفاع عن النفس ،
وهناك الصمت الفرح ، وهو الذي يلجم لسانك من المفاجأة من السرور والفرح فلا تحري جوابا ولا تجد كلمات بل قد تنوب عيناك للإجابة عنك في صمت أيضا .
وهناك الصمت الحيادي ، وهو يشبه الصمت ، لكنه ينضح بكلام الغدر والخيانة ، يفشي كل الأسرار دون أن ينطق بكلمة واحدة فتجد نفسك في موقف المتهم دون أن تعرف كيف تدافع عن نفسك .
لكن وأخيرا
فإن الصمت كهدية هو أجمل صمت ، وهو الذي يعجبني من بين كل أنواع الصمت ، إنه الصمت الذي تمنحه للآخر كهدية ، فأنت دون أن تقول كلمة واحدة تسعده وتفرحه ، رغم أن لديك الكثير لقوله لكنك لا تجد الكلمات .
وهو الصمت الذي يعمك رغما عنك ، فأنت تجبر نفسك على عدم الكلام لأنك تحس أنك لو تكلمت فإنك قد تخطئ في حق الآخر وتؤذيه بكلامك .
إنه ليس صمتا كما كل الصمت الآخر ،
إنه الصمت الذي يجب أن تأخذه أخذا ، تتصيده ، تهدهده ، تعامله برفق وحنان ، تخفيه عن الأنظار ، حتى أن من حولك لا يعرف أنك صامت وبداخلك كلام كثير ، فالصمت الذي لا يكشف عن نفسه ثمين جدا أكثر من كلمة أحبك .