كان غير اعتيادي ، إنه لا يهتم لشيء في أغلب الأوقات .
كان لديه ذلك الشيء الذي يمكن أن يسرق أحلام الموتى .
ترى في المرايا أشعة لا متناهية له ، تتجمع وسط كل المرايا عندما يواجهون قوته .
السماء تمسح جزئيا فوقه ، تياراته تسري في كل الأنحاء .
كل كلامه كان تمتمات دون صوت .
لم يكن يملك الكثير من الكلمات .
عندما لا يفهم أحد ما ما يريد ، يضحك خلفه بهدوء .
كل خواتمه ، ومجوهراته لها سر.
وكل ماضيه واضح للعيان .
كل جلده يتلقى كل التيارات الآتية نحوه ، وكل عيونه مفتوحة تماما .
وغرفته إنها معبد سري ، هناك ملائكة تطل من كل غرفة فيها ،
وهناك ملائكة أيضا يجلسون على سريره .
الماء الذي يقذفه الصنبور في مطبخه مقدس .
خارج غرفته ألف حياة وحياة ممكنة مستقبلا .
تنتظر في الردهة هياكل عظمية كل واحد منها يمسك هاتفا نقالا ويرقص على نغمات منبعثة من فيديو (الريلز) عبر شاشته.
ومستقبل جميع هؤلاء هو مستقبله، إنه في رسم حياتهم المقبلة .
أسماؤنا جميعا تدور ، وتدور ، سنصنع منها كلمات لقصائد جميلة .
إن ملا ئكته هؤلاء ينتظرونني في مكان ما لن أذهب إليه أبدا ,
في المساء أتمتم لهم بخشوع :
ـــ اصمتوا لأنني لا أسمع نفسي
اصمتوا لأنها الساعة التي تغمروني فيها بالأكاذيب .
اصمتوا فأنا اريد أن أسمع حقيقة صوته .
اصمتوا جميعا ملائكة وهياكل عظمية ، إنني لا أرى على شاشة هاتفي صوري الافتراضية ،
إنها تحتك بجلدي ،
إنها تقريبا داخل جسدي ،
قريبة من ناظري ، تلتصق بعيني ، وقد يبادرها لساني فأبتلعها ، أصابعي تتخدر وترتخي على الشاشة ، وأنا لا أستفيق .
ابتعدوا أيها البلهاء، ربما هو الموت يراقبني ، يريد أن يتسلل داخل جلدي ليضحك أولا .