ما أصعب أن تكون رجلا في عالم اليوم ،
لو كنت صادقا ، ومسالما ، ومحترما ولو قليلا، ووفيا ومحبا ، هذا يعرضك أن تصبح متهما وقد تموت .
المرء كان طيبا وجميلا قبل أن يتعذب ،
كنت تريد أن تنزع ذلك العذاب من قلبك ، أن تصبح قاسيا ، جامدا ، لكن يبقى مع ذلك القليل من ذلك النبل ، الذي ظننت أنك نزعته نهائيا من بين ضلوعك .
قريبا من جثتك ، وجدوا كتابي إليك :
( كم مرة ؟ كم من قانون ومن قاعدة ؟ كم من اختبار ومن امتحان ؟، كم من خصام ؟ كم من حجج لم تعد كلمات الحب تحملها ؟ كم من فصول ؟ كم من علاقات ؟ كم من حبة رمل ؟ وكم من كوم رمال ؟ كم من أضرار ؟ كم من خوف من الجنون نبعده ؟ كم من عالم ؟ كم من أقمار ونجوم ؟ كم من نتف نساء ؟
أمحترم أنت أم متهم ؟
أنا لا أرى غيرك أنت .
أمس أيضا كانت عيناي موضوعتين على صفحة وجهك ، كان مكتوبا عليها :
(هل انتهى الأمر بيننا ؟) .
أبعدتني ، وحطمت قلبك علي ، تركته أجزاء تتناثر علي لأصنع منها رداء على شكل قلب ، قلبك .
بعد ذلك قمت بسحب الرداء مني ومسحتني من حياتنا بسرعة فائقة ، مسحت أول بسماتنا ، كلماتنا .
تشبثت بيدك ، تركت يدي بعنف .
كنت أكتب لك هذه الرسالة وأنا أنظر إليك نائما ، أفكر طويلا بك وأتساءل :
من أين أتيت بكل هذا السحر الذي به تقتلني ؟
تذكرت لما كنا قرب بركة الماء تلك ، هناك لفظت أنفاسك الأخيرة وكذلك لفظت أنفاسي إلى جانبك فأنا لم أعد أرى ظلي معك على صفحة تلك البركة ، وكذلك لم أعد أتمكن من رؤيتك هناك .
لم أكن أظن أنني سأصبح ضعيفة إلى ذلك الحد ، لكن ذلك الجزء من القوة الذي تبقى لي هو الذي جعلني أنهي حياتنا معا هذا اليوم .