ــ هكذا، تريدين فجأة الابتعاد بمسافة لا تقاس بملايين السنين الضوئية عن كل شيء ؟
ــ لا أعرف إن كان يمكن أن أسمي فكرتي تلك بكلمة فجأة، أو وليدة اللحظة، لأنها نتيجة حلم سنوات طوال من عمري ، أن أختفي.
أنت تعرفني ، لقد قضيت عمري كله أفر دون انقطاع ، كل يوم من حياتي هو بداية يوم جديد منها ، حياتي سيزيفية رغما عني .
لن أذهب لمدة طويلة، لكنني بحاجة لهذه القطيعة مع حياتي هذه، هل تفهمني؟
هناك أشياء لا يمكن نسيانها أبدا وهناك جروح لن تندمل أبدا، أبدا،
ولأن الحقيقة لم يعد لها أمل .
(لقد اطلعت على كل جوانب نفسي المظلمة وقلت إن الظلام هو لونك المفضل).
أنت تعرف أنني لا أصمت إلا لأن هناك ضجيج كبير داخلي.
كان قد فات الأوان بشكل سريع جدا في حياتي، كنت أنتظر جوابك، نتيجة لمسك لظلامي الدامس:
( فلو هربت من كل شيء فإنك ستعيش في انتظار جواب ما.)
ستعيش في انتظار بداية لن تبدأ، لا يمكن أن نشعر بالسعادة ونحن نقف دائما على نقطة البداية، ما سيأتي هو أفعالنا وليس ما يمكن أن يحصل !.
يقولون إن الوقت يشفي جراح القلب وآلامه ،ويهدئ الأوجاع ويجعل الوحدة تفنى وتندثر ، لكن دموع الصمت والمشاعر الباكية داخلي مزقت غشاء روحي.
في تلك الأوقات عندما ألمس نتف روحي، أريد أن أكون في مكان آخر .
لا أريد أن أكون داخل جسدي المكتظ ببقايا ظلام نفسي وشظايا خارجة من روحي.
أسميتني الروح المظلمة، لكنني قبلك، كنت أسكن الشعاع الأبدي.
شيء غريب حقا، ظننت أننا على معرفة تامة ببعضنا، وفجأة ودون أن أعرف لماذا ، لم نعد إلى رؤية بعضنا بعد ذلك أبدا .
هل ألقيت بظلام نفسك بيننا فكون هذا الستار السميك، الحالك الذي لا يمكن تجاوزه ؟.
هل لأنك أنت أيضا تشعر أن الجسد والروح يقسمان ذاتك؟
إنه مسلسل حياتك تستعرضه في الظلام وإلى الحلقة القادمة.