هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. الانتظار

حزمت نفسها التي انفلتت منها تجري على الشارع المؤدي إليه و كان للكابوس الذي ترصدها طول الليل ثقله.

(يجب ألا نخاطر مرة أخرى يا نفسي و تأهبي)

 أخذت دواليب آلة اليأس التي تسكن صدرها تدور، لتحول كل شيء كبير جدا إلى الحجم الصغير، فالدمعة الكبيرة التي تقف على باب عينيها مترددة لا تريد أن تسيل تظل مستوطنة عينيها إلى أن تجف، و الصرخة العالية التي تزمجر في صدرها، تصك مسمعها لا تخرج من فمها إلا عبارة عن زفرة تحاول و تريد أن تكون منخفضة جدا حتى لاتسمع ،ورغبتها في البكاء بصوت عال تضمحل إلى أن تدوسها مع نظراتها التائهة، أقدام الناس.

و كانت الابتسامات الغبية تكسو الوجوه، و لكن الحزن القاسي و الألم يجولان في أعماقها هي:

(يجب يا نفسي أن نكون مؤهلتين للامبالاة أو الجنون)

ما لصورة الخداع تفرض عليها هذا الحصار العنيد؟ و كيف الخروج منه حتى تراه، فلعل عنده ما يقوله!

لكنها كانت تصارع داخليا هذه الفكرة، و تحاول أن تخرج عن هذه اللحظة فالزمان غير الزمان.

و المكان اشتبه عليها دونه، 

فلا شيء مهما كان، يجب أن يقودها إليه، حتى حبها له، الذي انتصب في أعماقها، يحاورها بالصمت.

ألا يدرك أن ضياع عمرها امتلأ به و له، و فقرها اغتنى به و له !! و هل يعلم أن المسافات التي اجتازتها، و كل ما عانته من متاعب و أهوال، و الخذلان الذي صادفته طول الوقت، و الوحدة القاحلة وسط الناس، كلها للبحث عنه.

هل يعلم ما معنى أن يتفجر الصخر، أن يصمت البحر، أن يخمد البركان إلى الراحة و السكون، تلك هي نفسها حينما وجدته. 

و لكن أن يخرج من حياتها بهذه التلقائية و السهولة، بعد أن انغرس داخلها، و اكتسح ظلام نفسها و وقف على عتمته.

  و لا تقبل، و القبول خداع و خيانة.

يجب أن تبحث عنه، فالمواجهة تسكنها منذ الأبد، و هي المواجهة دوما للمتداول، و المتحدية للسائد والعادي، المعركة حضارية، و سلاحها فيها غير مجد، فهي لا تمتلك غير حب كبير، سجين بين قضبان ضلوعها، يسبح في ظلام صدرها الحالك، و انتظار غير معقول و الفرصة المناسبة لتحريره و إطلاقه لم تتح بعد إلا إن المعركة مواتية و هي شبه عزلاء! .

لماذا المعركة و البحت و السلاح و كل هذه الأفكار التي تنخر جمجمتها، فالمعركة، كيفما كان نوعها تحتاج إلى البطلة و البطولة ، وهي التي اجتاحتها العاصفة و جرفتها تياراتها فأصبحت لا تمتلك شيئا، سوى ذلك الحب.

كيف تواجهه بسلاح لن يؤذيه، صنعه داخلها و إلى الآن.

 لا تحمل إلا الشوق المعربد و العذاب الطاغي و الحزن المسيطر و الخوف الكاسح و الفزع من أن ينزع منها ذلك السلاح الذي يحميها من كل شيء إلا منه.

لقد غزاها كلية، شعورا و فكرا، و اكتسحها لدرجة غير قابلة للتفسير و الإيضاح.

و تعجبت من هذا الفزع الذي يشد قدميها في انتظاره؟ لماذا تنتظر كل هذا الوقت؟

أصابتها الدهشة من لا محدوديته!! 

و ما لهذا الخوف المثقل بنظراتها اللافحة يفضح ما بأعماقها، ما له يستوطن ملامحها، و هذه الوحدة المرتعشة على وجهها تنبئ الجموع الرائحة و الغادية عن محنتها، و الطريق يضيق، فلا يتسع حتى لخطواتها، و جسدها النحيل يشكو تعبا مدمرا .

هو لا يدري كم خافت أن تفقده ـ 

لكن هذه الأنا المتغطرسة تقف أمامها حاجزا منيعا ـ و هو لا يعرف أن خنجر فقدانه كان يقف لها بالمرصاد و علامات الاستفهام التي تتكون في عقلها تدمرها.

و كل ما قالاه و كل ما فعلاه له دبيب، كدبيب النمل في شرايينها و هذه الآلة الرهيبة تطحن داخلها كل شيء كبير لتحيله صغيرا و هي تقوم بعملها على أحسن الوجوه.

فها هي تحاول تصغير حبهما الكبير إلى صداقة (أبدا لا يمكن أن يصبح الحب صداقة، و المستحيل لا يدخل أبدا في عداد الممكن، إلا إذا اتحدت المتناقضات) . 

فالصداقة شيء، و الحب شيء آخر؟؟

و الأفكار الجنونية، العنيدة، في أعماقها، تجعلها بعض الأحيان تتحول إلى نوع من الأقزام، و رجلاها يكبلهما عقلها الشرس.

(يجب أن تنطلقا يا رجلاي لتباشرا قضيتكما مع المستقبل) فصهوات الخيول لا يمكن أن يركبها الأقزام. 

فعلا لقد أحست و هي تنتظره أنها تتحول بالتدريج إلى قزم.

و أن النظرات الخليعة تسقط فوق رأسها كالمطارق، و تلطخ وجنتيها

 و تغلفهما لأن حجمهما تقلص كثيرا. 

و فزعت فالأيادي يمكن أن تصل إليها و بسهولة أيضا،

 و حتى الأقدام، تستطيع أن تدوسها و رؤوس أصحابها مرفوعة إلى أعالي السماء. 

و تقدمت من حارس عمله تسأله:

_من فضلك ـ هل تستطيع أن تعرف هل ذهب السيد أحمد.؟ 

تحملت النظرات التي تفحصتها و كأنها تتهمها بشيء ما! لاسيما و أن هذا أول الليل.

و فتاة مثلها يجب أن تكون في بيتها في مثل هذا الوقت أو على الأقل هذا ما استنتجته من نظراته.

_الكل ذهب، لم يبق أحد بالداخل.

_هل تستطيع أن تتأكد من ذلك، من فضلك، أرجوك.؟!

_قلت أن الكل ذهب!

استدارت على عقبها بسرعة، كمن يلوذ بالفرار وعلى الطريق كانت تحس بتلك الخيبة المخصبة، التي يتولد عنها كل شعور يمت إلى العذاب بصلة.

لقد كان العذاب داخلها كالشجرة المتفرعة الأغصان، و تلك الأغصان إنما هي حزن، بؤس، شقاء، تعاسة، ضياع، تيه، غربة، لوعة، و جذورها تجمعت داخلها وآلة اليأس تحفر في أعماقها.

كانت تستجير بعينيها.

إنها تحمل آلاف الهموم، و تضيع فيها.

 و هذا الوجود الكبير المعبأ بالأحزان بجانبها و يأمرها أن تسير.

و تقف إزاءها سيارة أجرة تركبها بسرعة 

ــ إلى أين سيدتي .

ـ خارج المدينة، الطريق المؤدي إلى البحر يا سيدي.

 و الطريق ينبلج من ضيق السيارات.

و ظلمة أول الليل سوداء، لا ترى خلالها شيئا و ما لهذه الساعات من عمرها تهرب مع عجلات السيارة دون إضافة أو تغيير.

و بعينيها تبحث وسط الخراب عن أحد أجزائه، عن صفاته عن بصيص من فرحتها الكبيرة به، فلا تجد سوى لوعة و غضب وحنين كبير.

و مع البحر الكبير، بقيت لحظات طويلة، و هو يصدم وجهها برعشات برده اللذيذة و قالت له بلغة الأمواج و بصوت صاخب متلاطم:

(ان الخيانات الصغيرة هي مجمع للخيانة الكبرى).

و رد عليها هدير الأمواج العنيف الغاضب:

( إننا ضحية الزيف الأليم، و النفايات المتكدسة فينا.)

تنفست بعمق الهواء الرطب و حاولت أن تبعد عن ذهنها فكرة أنها كانت للحظات عبارة عن قزم.

رفعت رأسها إلى الأعلى و تركت رذاذ البحر يضرب وجهها، و هي في أعمق أعماقها تلوم نفسها، 

لماذا انتظرته؟ . لماذا انتظرته كل ذلك الوقت و مع ذلك لم يأت . !

 و طول النهار ظل عقلها و قلبها في تعارض و الحزن الكثيف بينها و بينه. فما اللغة التي جمعتهما و ما الغضب الذي ترتعش له مفاصلها و ما الانتقام الأخرس و ما الثورة الجدباء و ما العشق المخذول! لكن هذا اللغم لم تكن تتوقعه، لم تكن تحسب أن يتفرقع داخلها على هذا الشكل ؟! 

و كان اللغم هو إرادتها.

إنها تعرف أنه لن يهزمها أبدا أي ارتداد ضعيف و موقفها واضح اتخذته بكل حرية لكن لماذا هذا الألم الصاعق يغمرها، يمسك بها في دوامة الأسى الصامت.

 إنها لا تغار! و لن تحزن إذا فضل عليها امرأة أخرى، لن تنزعج أبدا، لكن تلك الآلة اللعينة تدور بعنف، دون أن تفهم. و أزيزها يصك مسمعها و يقول (لم يكن الحب أرفع عنده من اللذة، من صحبة أية امرأة أو الزواج منها.

 كنت نزوة بالنسبة له و كفى. و عند ذاك يصبح الحب ندما.. سيصبح ندما) لغة القلب عنده شغب و فوضى، مجرد كلام. و أنت أبطلت استفهام عقلك الباطن، تركت الحب يجول على سطح أفكارك، و كنت الضحية، كنت القزم) 

لا ـ لن تصدق شيئا مما تقوله أعماقها،و آله اليأس الموجود فيها ستحطمها. ستطرد هذا الشعور بالذنب الذي يصول داخلها قاتلا، و ستسود نفسها في نهاية الأمر، و تعود كما كانت لا تستعمل أي التي تخوضها غير الحب. و الحب عندها شعلة من نار تحرق الزائف، و الأقنعة، و الأفكار الخبيثة في أذهان أشباه الرجال و بشجاعة رفعت سماعة الهاتف تتصل به، فليعلم أنها لا تتراجع:

_ لماذا لم تأت، أجب بدون لف و لا دوران؟

_ اسمعيني يجب أن تصدقيني، إنه سوء تفاهم فقط.

 و هي تنصت إلى كلامه استقرت بخلدها فكرة، تساؤل:

( هذه الحياة، ماذا يحركها، الحب أو البلاهة، أو اللامبالاة)

( اسمعيني أرجوك، لم أكن أستطيع أن آتي، كنت سأتصل بك لأعتذر... فما كان يجب... ما كان يجب... ماذا أقول لك...

( ما هكذا كان يجب أن تسير الأشياء..)

و وجدت نفسها تقول له:

_لكن الآن.. 

و بصوت سكنه الرعب قال كمن يستغيث:

( ماذا الآن ، لم يتغير أي شيء، أليس كذلك.) 

و أحست أن الشعلة تضيء داخلها، و أنها أصبحت فعلا ترى كل شيء واضحا و بصوت استوطنه رفض مصر قالت:

اسمع، حينما يؤدي المرء ثمن اكتشاف نفسه، فلا يجب أن يتردد في قراءة أبجدية ألمها، بل عليه أن يبحث عن سبيل من سبل تغيير الواقع، و هذا ما علينا أن نفعله أنا و أنت، و الحب قبل كل شيء موقف يا عزيزي و اختيار،

الحب سلاحي.

انتظرت قليلا لعله يجيبها، لكن يبدو أنه أهمل جوابها بعدما انتقل اليأس منها إليه.

و برفق كبير وضعت السماعة مكانها.

 و أخذت معطفها و خرجت لتعود وتلتقي بالبحرالعظيم، لتعانقه روحها ذلك العناق غير المنقطع، و لتتسلل إلى حكمته و روعته دون حسيب أو رقيب و دون انتظار.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334093
2الكاتبمدونة نهلة حمودة190117
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181617
4الكاتبمدونة زينب حمدي169797
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130987
6الكاتبمدونة مني امين116794
7الكاتبمدونة سمير حماد 107896
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97980
9الكاتبمدونة مني العقدة95069
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91865

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

983 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع