وكانت تلك الليلة هي أيضا تنثر حزنها بسخاء علينا ، وحوالينا .
وكانت لحظة وداعك تذرف الدمع الهتون .
ترى هل ضيعتك دون رجعة ؟
نعم ، لقد ذاقت نفسي الموت منذ تلك الليلة وكان قبرها الشعور بك ، والشوق إليك والحديث إليك ..
بقيت ظلال موتي أمام كنوزك المنثورة تحت قدمي ، جامدة لا تتحرك .
ظهرت أشعة القمر تسترق السمع والنظر إلينا من وراء زجاج النافذة ، وكأنها تنتظر همسة حب وحنان أهمس بها لك ، لكنني كنت صامتة صمت الموتى ولم أنبس ببنت شفة ..
فانصرفت عني .. وبقيت أنا
والآن أراني أبحث عبثا عنك في غيابك ، لكي تعود .. وأبحث بكل وقاحة عن سبب أذكرك به ولكنك تنصرف عني مشيحا بوجهك ..
وأتخيل ملامحك ، وتسير بي الظنون أنني ربما رأيتك في منامي قبل ان أعرفك وأنك كنت معي في ذلك الحلم المختلط بمشاعر من الإعجاب والحب والارتباك والغموض .
لكن ما أعرفه أنني لن أكون لك كالليل، فلن أعطيك إلا الصمت والسكون فقط ونسمات جميلة متخفية بين طيات الظلام تصلك دون سائر البشر .
أريد أن أكون ليلك ونهارك ،
أن أكون سكينتك وسلامك واستقرارك ، وأكون حفيف