على الخط الفاصل بين الولادة والانتحار ، كنت ممدة أنتظرك ،
ولادة متجددة لذلك الشعاع المضيء الذي ينبعث من عينيك والذي يلفني غبطة وارتياحا كلما أتيت ، والانتحار المتجدد أيضا كلما دق الباب لكن لا تكون أنت .
واليوم ،
ركضت إلى الباب مسرعة حينما رن الجرس وقد عاودني ذلك الإحساس بالدفء ،
كنت أحاول أن أختطف الحياة اختطافا من كل هذه الوحدة القاسية التي تشبه الموت المحقق ، ورددت نفسي : ( سأولد من جديد ) .
ارتسمت على شفتي ابتسامة تشي بالحياة وانطلقت من عيني أشعة وردية .
فتحت الباب ، انتحرت مرة أخرى الابتسامة على شفتي وهاجرت عيني الاشعة الوردية لتصبحا فارغتين من كل شيء .
فشلت محاولتي في الحفاظ على كل ذلك ، وهذه أنا أدفع ثمن إصراري على التسلح بالأمل والتمني ..
قررت ألا أحاول مرة أخرى ،
إنني لا أريد الانتحار في أي شكل من الأشكال ولم أكن أريده يوما ما ..
ولكي أطرد فكرة الانتحار من ذهني ، الانتحار البطيء الذي ألزمتني به وجعلتني أعيشه كلما مرة ، أحسست بحاجتي إلى ما يعيدني إلى الحياة فعليا ، فتوجهت فورا إلى صنبور الماء .
أيقظني الماء البارد ، وأنعشني ، ثم شعرت بنوع من الارتياح لأنني ما زلت على قيد الحياة ،ولأنني أسرق حياتي لحظة ، لحظة من كل هذا الانتحار البطيء الروتيني .