أغادر الفراش على أطراف أصابعي ، أدور في أرجاء البيت ، بين حجرة المكتب وحجرة المطبخ وحجرة نومي ،
أتحرك كالأشباح ، حتى لا أسمع صوت أقدامي ، لا أريد أن أكدر صمت انتظاري لك بوقع خطواتي ،
أعود إلى حجرة المكتب ، آخذ كتابا ، يسقط مني ، يحدث ضجة ، ادمدم ساخطة وفزعة ، لا أريد أي صوت ، لا أريد أي صخب ،
إنني خائفة من نفسي التي ترقب المنكمش على بعضه وأنا أنتظرك
إنني خائفة من الداخل ، لكنني أبدو قاسية من الخارج ، أخشى تعابير وجهي المرتسمة على المرآة ، فأعود بسرعة لأتكوم على نفسي داخل الأغطية .
هل هو خنوع وذل نفسي هو الذي أعادني إلى الفراش ؟
وفي محيط وحدتي ، تأكدت أنني لا أصنع غير الشكوى ، ولا أصنع أي شيء لتغيير أسبابها ، كأن عطبا ما حدث داخلي ، كأن الشريط الذي يوصل ما بين نفسي وحواسي انقطع منذ رأيتك ..
وأنا ها أنا ، قد تعلمت أن أتألم ، وأن أتعذب وأن أتقبل ذلك وكأنه قضاء لا مرد له ، وها هو ألمك يسري في كل عروقي فيخدرني ، ويظل فكري متعلق بكل ما له صلة بك .
هل لحظة لقيانا كانت لحظة ولادة أم لحظة انتحار ؟
فإذا كانت لحظة ولادة فأين هي نفسي ؟ أين هي نفسي لا أثر لها ؟