ذات مرة ،
قلت لك إنني أحس أنني كائن ناقص مازال به بقية هنا أو هناك ، وانني أتلهف على بقيتي ، وظننت أنها تحوم حولي أو أحوم حولها ، وأنها تريدني وتتوق إلي كما أتوق إليها وأنني وبقيتي سنظل في بحث دائم مستمر كلانا عن الآخر إلى أن نلتقي فأصبح كائنا كاملا ، مكتملا ..
ونظرت إلي ، فخيل إلي أنك بقيتي ،
لكنني إلى اليوم ما زلت وحيدة ، وحيدة حتى نخاع العظم .
اليوم ما زلت ممزقة ، ووحيدة ، والسماء أراها من مكاني على الفراش ، بعيدة ، بعيدة و الوصول إليها مستحيل .
ارتسمت في عيني نظرات عميقة ، لا قرار لها ، يغمرها الحزن والأسى تشبه نظرات اليتامى .
نظرت إلى المرآة إلى نظراتي ، استبدلتها على الفور ، انتصبت في عيني نظرات متحدية ، قوية ، أعرف أنك تكرهها ،
أحسست بنوع من القناعة ، من الراحة ، التي يشعر بها الإنسان حينما يتمم انتقامه .
وقررت بكبرياء أنني لن أضعف أبدا مهما رميتني برصاص نظراتك ، مهما صفعتني بكلماتك ..
لن أضعف أبدا ، فاذهب ولا تعد .
لن أخاف الوحدة ، لن أحلم بك ، وأنا مرمية على فراشي ..
تعبت من الركض إليك على حد سكين الزمن ، تعبت الوقوف في مهب الريح،
تعبت من وجعك في صدري ،
لكن اليوم ، اذهب ولا تعد .. صار السكين والريح والوجع لغما ،
مددت يدي إليك ، فانفجر بي .