آخر الموثقات

  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. العصفور المسحور

أيام عصيبة، تلك التي مرت بها، وقاهرة.
هي لم تعد كما كانت منذ وفاة والدها، تغير سلوكها شيئا فشيئا،
كانت تشع مثل الشمس، كانت أنوارها في كل مكان.
كم عذبت من قلوب، وهي مستمتعة جدا بتعذيبها لهؤلاء الحمقى الذين تستطيع أن تغويهم بنظرة، بحركة.
لكن اليوم، أصبحت تزور يوميا المقبرة، وتجلس إلى قبر والدها تفكر، وتفكر فقط .
تغيب أحيانا في أجنحة عصافير المقبرة، هذه الطيور العاجزة الصغيرة ، تتخبط من أجل قطرات ماء في الإناء المغروس في أسفل شاهدة ا لقبر، تغمس منقارها الصغير في الماء غايتها الوحيدة أن تبل ظمأها وتشبعه دون خصام أو شجار.
إنها ترجو من نافورة الحياة هذه ألا تكون الدموع التي تسيل من عينيها هي ما يملأ هذا الإناء.
على الأقل هذا ما خيل إليها أنها سمعته من منقار ذلك العصفور الرمادي الغامق ذي الريش المنفوش والنظرات الحادة العنيفة تجاهها.
لم تهتم له منذ الوهلة الأولى، لكنه لم يذهب إلى حال سبيله لما بادلته نفس النظرات الشزراء.
ظلت نظراته مسمرة تجاهها، لم تحد عنها،
شعرت بالقلق والاضطراب،
سمعت صوته الصغير يدندن في دماغها،
(لن تعرفي طمأنينتك أبدا، إلا معي.).
أصابها رعب شديد، ارتعش جسمها كله،
بادرته قائلة:
( ماذا تريد أيها المنفوش، اشرب واذهب.)
سمعت قهقهته الصغيرة,
رفرف بجناحيه الصغيرين، أحنى رأسه تجاه حافة القبر وأومأ لها بوجود شيء عند قدميها.
قهقه عدة مرات، وانصرف.
تساءلت وقد أخذ منها الفزع كل مأخذ (ماذا يريد مني؟ وهل حقا كان يوميء لي؟ )
نظرت جيدا إلى موطئ أقدامها، تبين لها أن هناك شيئا ما مدفونا في الأرض،
(ربما أنني في مكان خاطئ )تمتمت بينها وبين نفسها.
ابتسمت داخلها، وهي تحرك رأسها علامة التعجب والدهشة،
(عصفور منفوش يفعل بي كل هذا.)
(هل جننت؟ أم إنه هو المجنون؟).
اعتقدت منذ مدة أنها اللغز الوحيد الذي ينتظر الحل، لكن هاهو المنفوش يؤكد لها عكس ذلك.
تعرف جيدا أنها إذا أرادت التخلص من كل هذا عليها أولا بقبوله.
نظرت حولها،
رأت الفأس الصغير الذي تزيل به الأعشاب عن قبر والدها، أخذته على الفور، وبدأت بالحفر.
كل من يطلق عليهم مجانين، لا تعتقدوا أنهم مجانين.
التجول في أروقة العقل لاكتشاف وتعلم أشياء جديدة، كان ذلك كل اهتمامها، لكنها لم تتمكن من ذلك، لأنها كانت تخاف الجميع في مقارنة ذاتية مع أرواحهم.
( إنه صندوق حديدي صغير ومزخرف ).
نزعت عنه ما علق به من تراب، كان متآكلا قليلا وقد طاله القليل من الصدأ والقدم،
وقد زخرف بطيور متنوعة الأشكال،
انتظروا،
إنه المنفوش هنا، رسمه واضح على غطاء الصندوق.
(ما هذا؟ أليست هذه العصفورة في الجانب الآخر تشبهها.).
أخذت الصندوق الصغير وغادرت مسرعة في اتجاه بيتها.
جلست تنظر إليه بتمعن وتوجس:
( ترى ماذا بداخله؟.).
(لماذا كلما لمسته، سرت في جسمها رعدة شديدة، وقفز قلبها في مكانه بعنف؟).
قلقت جدا، ساورتها شكوك كثيرة، (من رسم صورة وجهها على رأس العصفورة على ذلك الصندوق، إنه أمر لا يصدق ).
احتارت أشد الحيرة وأخذت تروح جيئة وذهابا في غرفتها وهي تفكر.
أحست وكأن هناك من يراقبها،
اقتربت من النافذة،
كان المنفوش قابعا على غصن الشجرة المجاورة، وقد انكمش على نفسه وهو ينظر إليها باستعطاف ومن عينيه انبعثت أحاسيس اقشعر لها بدنها.
رفرف ناحيتها،
ارتطم بزجاج النافذة،
صعقت، أصابها رعب شديد،
(كيف لهذا المنفوش أن يفعل ذلك، ألم يلاحظ أن النافذة مغلقة؟ ).
ظنت انه يكون قد مات، اندفعت مهرولة إلى الخارج،
وجدته مجندلا وصدره يعلو ويهبط بسرعة فائقة،
دون تفكير، حملته بين كفيها، برفق وهدوء،
وضعته على الطاولة قرب الصندوق، وذهبت لتجلب بعض الماء،
لما عادت، كاد قلبها يتوقف عن الخفقان، وكادت تسقط الكوب من يدها وهي ترجع إلى الخلف وقد نال منها الفزع والدهشة.
كان هناك رجل وسيم، في مقتبل العمر، يجلس إلى الطاولة،
نظر إ ليها، وعلى فمه ابتسامة جذابة، وقع قلبها لها.
( كيف؟.ماذا حصل؟ )
خانها صوتها، فلم تستطع الكلام.
تراجعت أكثر إلى الخلف، وهو يتوجه نحوها، أخذت مزهرية إلى جانبها وهددته بها.
توقف وقال لها بصوت أجش تغلغل إلى أعماقها:
( أنت؟ كيف تنعثينني بالمنفوش؟)
وابتسم لها برقة،
كانت تريد أن تختفي من أمامه،
تلعثمت وهي تسأله:
(من أنت؟ وكيف؟ .).
ضحك، وقال بصوت جهوري:
( أنا المنفوش ههه يا منقذتي.! )
ثم استطرد:
( إنه الصندوق، كان يحتوي على مخطوط لعنة أصابتني بها إحدى الساحرات وحولتني إلى المنفوش الذي كنته لسنوات عديدة
وأنت أتيت لتجعلينني أعود إلى طبيعتي البشرية.
كان يجب أن أرى ذلك المخطوط السحري لأعود إلى آدميتي! .)
كانت الدهشة تعقد لسانها:
( كيف يحدث كل هذا؟)
نظرت إليه مرات عديدة وقد تملكتها عدة أسئلة، لكنها بادرته:
( لكن لماذا صورتي هناك على الصندوق السحري أيضا؟ لماذا؟)
أجابها باستعجال:
( لا تفتحي الصندوق مرة أخرى، وإلا قد تتحولين إلى... إلى منفوشة، لا يجب أن يبقى عندك قومي بدفنه في الخارج حالا، حالا، لا تفتحي الصندوق أبدا .أبدا.
أنا سأغادر، الساحرة عرفت بأمري وسأعود في القريب العاجل، سأعود . هيا، هيا ، إلى اللقاء.)
وخرج مسرعا قبل أن تتمكن من النطق بأية كلمة،
ذهبت بالصندوق الملعون إلى الخارج وقامت بدفنه قرب الشجرة دون أن تتوانى لحظة واحدة.
مرت أيام وليالي، وليس في عقلها وقلبها سوى المنفوش.
( أين هو يا ترى؟ ماذا يفعل؟ وماذا حدث له؟ هل سيعود كما وعدها؟. )
كانت كل هذه الأسئلة لا تبارحها أبدا.
عادت من المقبرة اليوم كعادتها،
ولما دخلت البيت، وجدته هناك، جالسا إلى طاولتها،
أحست بقلبها يرتعش داخلها ويخفق بشدة، لكن هذه المرة ليس من الفزع، بل من شيء آخر لم تستطع تحديده.
بادرها:
(قد عدت كما وعدتك، لأشكرك فقد أنقذت حياتي،
أنا ابن حاكم القرية المجاورة،
ثم نظر إليها طويلا، نظرات حدثتها بكل ما يخفيه، والمشاعر المتأججة التي تملؤه.
وقال أخيرا:
(هلا تقبلينني زوجا؟! ).

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333886
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189815
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181407
4الكاتبمدونة زينب حمدي169737
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130960
6الكاتبمدونة مني امين116779
7الكاتبمدونة سمير حماد 107786
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97876
9الكاتبمدونة مني العقدة94995
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91728

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

746 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع