آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ الكرسي المقابل
  • ق.ق.ج/ سلالة الغبار
  • الرفض الجدي..
  • قائمة الأسماء..
  • حرة أنا …
  • أرواح شاهدة
  • احلام بلا اجنحة
  • على بركان
  • تزهر قلوبنا
  • فقدان الإحساس مرعب
  • ويبقى الحُبُّ ما بَقي العِتاب
  • ق.ق.ج/ الكوب الفارغ
  • ق.ق.ج / ريش متناثر
  • فنون البعاد
  • غربة والتماس
  • القلب ميت
  • رسالة لم تصل إليك
  • ق.ق.ج/ بئر العينين
  • مكانة الأسياد ..
  • تقوى الله محرك مهنة الطب
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. العجــــوز ... قصة قصيرة

كان العجوز يسير متثاقلا ، يقدم رجلا ويؤخر أخرى ، وقد تهدلت ملابسه ، وظهر عليه التعب والعياء .

كان يمشي في شوارع المدينة وأزقتها دون أن يعيره أحد اهتماما ،

اقترب من نافذة مطعم محاولا النظر إلى الداخل ، 

ففاجأه نادل من الداخل وهو يصرفه قائلا بصوت عال :

ــــ إذهب من هناك أيها العجوز الوقح ، عما تبحث ؟ 

وعندما استمر العجوز باحثا بعينيه بادره :

ــ اذهب قبل أن استدعي الشرطة ، ألا ترى أ لا أحد هنا يعرفك ولن يهتم أحد بآداء ثمن وجبة لك ، اذهب ، هيا اذهب .. 

أجابه العجوز بصوت أنهكه الجوع :

ـــ أنا أعرف نفسي ، لذلك لا يهمني إن لم يعرفني الآخرون فلا يعني لي شيئا لو أن أحدا لم يعرفني ما دمت أعرف نفسي ..

واستمر قائلا أمام صمت النادل و( علي )صاحب المطعم الذي حضر بعدما تناهى إلى سمعه الحديث الذي يجري بين النادل والرجل العجوز وخاصة أن نبرة الصوت استرعت انتباهه وكأنه يعرف صاحبها : 

ـــ ما رأيك أليس من الأفضل أن أعرف نفسي بدلا من أن يعرفني الجميع بينما أنا جاهل بها .

صرف (علي )النادل بينما ظل يتفرس في ملامح العجوز ويمعن النظر إليه ولم يتمالك نفسه فسأله : 

ـــ ما اسمك ؟ ومن أين جئت يا رجل ؟

أطرق العجوز مفكرا وأجاب : 

ـــ ما رأيك لو قدمت لي بعض الطعام أ ولا ، حينئذ سأجيبك .

تنامى الشك لدى (علي) صاحب المطعم في أنه يعرف العجوز وطلب منه أن ينتظر قليلا لكي يحضر له ساندويشا وكوبا من الماء .

لما عاد وهو يحمل الطعام في يد وكوب الماء في اليد الأخرى ، توقف فجأة يبحث بنظره في أرجاء المكان عن العجوز .. الذي اختفى ولم يبق له أي أثر .

شعر بدمعتين تفران من عينيه ، لديه شك كبير ينخر دماغه وضلوعه في أن هذا الرجل العجوز هو والده الذي غادر البيت منذ زمن بعيد ، 

بحث عنه في كل مكان عندما كبر وأصبح في ريعان الشباب لكن دون جدوى ..

ترك ما في يده يسقط أرضا واندفع عبر الطرقات بحثا عن العجوز وشعور بخيبة كبيرة يتملكه ، 

كيف تركه يفلت من بين يديه مرة أخرى ؟ كيف ؟ 

لم يكن يجب أن يتركه لحظة واحدة ، 

ولماذا يحس بهذه الأحاسيس الغريبة تسيطر عليه ، وكيف يتخلص منها ، 

كان متأكدا أن الحديث عن الفقد هو أن نتحدث عن أحد كان معنا ، موجودا ، حاضرا ، هنا ، وذهب ..

وهذا ما حصل معه .. مرتين ، مرة لما كان طفلا ومرة أخرى الآن ، الآن ..أن نخسر ، أو نفقد ، هو أن نفقد جزءا منا، جزءا من قصتنا ، من تاريخنا ،علما أنه يظل معنا ، داخلنا ، ملازما لنا ، 

نفقد ، لكننا لا نفقد أبدا ، 

كل من كانوا معنا ، يظلون معنا ، دائما إنهم هنا في دواخلنا متعمقين ، واضحين ..

الوقت لا يأخذ شيئا منا ، لا يمسح أحدا .

 إن الوقت ينسينا الأشياء فقط .

إنه فقط تلك اللحظات التي تراودك فيها فكرة جامحة لكي تضع لائحة لما مر في حياتك ، وهو أيضا تلك اللحظات التي لا يمكنك فيها أن تمتنع عن ذلك .

(إنه والدي ، قطعا ، وما أنا فيه ليس حلما ، وهل يمكن أن أحلم وأنا أركض في كل مكان بحثا عنه .. والنادل ، إنه رآه وتحدث إليه أيضا ..وذلك يدل دلالة قطعية على وجوده ،)

وراح( علي )يقذف بنفسه من حي إلى حي ، ومن زقاق إلى زقاق آخر في بحث مضن عن الرجل العجوز ، وهو يسأل المارة إن لم يكونوا قد صادفوا رجلا عجوزا في طريقهم حتى ظن بعضهم أنه مصاب بالجنون والخرف.

وكان كلما مر برجل عجوز يستوقفه ويتفرس في ملامحه لينطلق راكضا في الاتجاه المعاكس . 

(ياليتني لم أتركه ولو للحظة ..) كان يقول للمارة وقد تصبب عرق جبينه .

(كيف لم أتعرف إلى وجهه ..) يقول وسط دموعه وزفيره وشهيقه وهو يجري في كل اتجاه عله يتراءى له .

كان يسير في الطرقات لمرات متتالية وهو يردد : 

(لأنك على قيد الحياة ، فكل شيء ممكن ..)

لم ينتبه إلى الشمس وهي تتوارى خلف السماء ، ليعم ظلام دامس الكون ، لم يكن يرى موطئ قدميه ، لكنه كان مستمرا في البحث ، لم يستطع أن يتقبل فكرة أن يعود دونه ..

في أعماقه صخب لا يهدأ ( لا يمكن أن أعود دونك ..لا يمكن ..)

لم يشعر بالوقت يمر، لقد استفاق من ما يشبه غيبوبة مع ظهور ضوء النهار، وتخلله لظلام الليل ، فقد وجد نفسه متكئا على جدع شجرة إلى جانب طريق ما

كان متجمدا من البرد والصقيع ، لكن في ذهنه آلاف الأفكار المزدحمة ، نهض وهو يرتعش من الداخل ، فلابد له من العودة على أعقابه، يجر أذيال الخيبة والصدمة مقنعا نفسه أنه لابد له من العمل وممنيا نفسه أن يكون العجوز قد عاد إلى المطعم مرة أخرى . 

ولم يكن في دماغه سوى فكرة واحدة تفترش أمامه الطريق : 

(عندما توافيني المنية ، لن يكون لدي إلا ندم واحد وهو أنني لم آخذ يدك بين يدي ..) .

لكنه مع ذلك تسلح بالأمل ودار بخلده في نوع من التفاؤل ( الأفضل أن أنظر إلى الأمام وأقول لم لا ؟ بدل أن أنظر إلى الخلف وأقول :كان علي أن ..) . 

( ليست آلامنا هي التي تحدد شخصياتنا ، بل هي طريقة تحملنا لها ..)

عاد (علي ) إلى المطعم مطرقا ، وكأنه يحمل هموم الدنيا كلها على كتفيه، لكن غير بعيد من المطعم كان هناك إثنان أو ثلاثة من المارة تجمعوا، حول أحد ما ، حاول تبين الأمر من بعيد ذلك أن الشمس لم تشرق بصورة كاملة بعد ، بل بدأت بالكاد تطرد بأشعتها ذيول الليل .

لم يشعر إلا وهو يركض إلى ذلك المكان.

لم يخنه حدسه ، إنه هو، الرجل العجوز ملقى على الأرض والدم يسيل من جبهته ، وقد راح في غيبوبة تامة .

نادى عليه بصوت متلعثم في البداية وكأنه غير واثق من أمره : 

ــ أبي ، أبي 

ثم صرخ كمن لسعته أفعى بملء فمه وقد أدرك أن الرجل العجوز ينازع بين حياة وموت :     

ـــ أبــــي ... أبــــي 

واستدار نحو الأشخاص الذين تحلقوا حولهما : 

ـــ الإسعاف ، الإسعاف ..

فتح الرجل العجوز عينيه وهو ينظر نظرة مليئة بالذنب والحنو في نفس الوقت:

ــــ ابني علي 

وأغمض عينيه بعد ذلك ، للمرة الأخيرة .

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة غازي جابر
6↓الكاتبمدونة خالد العامري
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة هند حمدي
9↑5الكاتبمدونة خالد دومه
10↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑19الكاتبمدونة منى كمال217
2↑16الكاتبمدونة يوستينا الفي75
3↑14الكاتبمدونة محمد فتحي129
4↑10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب147
5↑10الكاتبمدونة وسام عسكر214
6↑8الكاتبمدونة عطا الله حسب الله137
7↑8الكاتبمدونة مروة كرم144
8↑8الكاتبمدونة سارة القصبي159
9↑8الكاتبمدونة عزة الأمير170
10↑7الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد62
11↑7الكاتبمدونة هبة محمد194
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1101
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب701
4الكاتبمدونة ياسر سلمي666
5الكاتبمدونة اشرف الكرم585
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري510
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني432
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين423
10الكاتبمدونة شادي الربابعة406

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب350869
2الكاتبمدونة نهلة حمودة205394
3الكاتبمدونة ياسر سلمي190538
4الكاتبمدونة زينب حمدي176739
5الكاتبمدونة اشرف الكرم138652
6الكاتبمدونة مني امين118882
7الكاتبمدونة سمير حماد 112807
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي104004
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين101435
10الكاتبمدونة مني العقدة98665

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
2الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
3الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
4الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
5الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
6الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
7الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
8الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
9الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
10الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18

المتواجدون حالياً

942 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع