لست واحدا مستقرا ،
إنني واحد ، عابر يمر من هذا الطريق .
كل يوم ، أشعر برغبة جارفة أن أذبح عنقي من مكان الوريد ، وأنا أحلق لحيتي التي تتراءى لي في هذه المرآة الصغيرة ،تحت رغوة الصابون الذي يملأ خداي،إن العجز عن ذلك هو ما يجعلني أبكي بمرارة ، كلما مرة .
إنني في سريري ، إنه الليل ، ولأنني خائف ، فلن أعرف للنوم سبيلا ،
أتقيأ السوء ، الكراهية ، ذلك يهدئني ويتعبني في نفس الوقت ، وهذا التعب هو ما سيجعلني أندثر في النهاية .
غدا ، سأكون هادئا من جديد ، متثاقلا وشاحبا .
سأقتلكم واحدا بعد الآخر ، كل من ألقيت عليه القبض سيموت ،
أنتم لا تعرفون طبعا ، لكنني آخر الأحياء ، سأموت فقط عندما يموت الجميع ، إنني القاتل ، والقتلة لا يموتون بل يجب قتلهم .
على ذلك السرير الذي لم أغادره لمدة أكثر من أربعة أيام الآن ، أفكر بصورة سيئة :
( لا أحب أحدا ، لم أحب أحدا يوما ، كل ما قلته لكم عن حبي لكم ، كان كذبا ،
لا أحب أحدا وأنا وحيد تماما ،
ووحيد لا شيء سيحصل لي ،
إنني أقرر كل شيء ، الموت أيضا أقرره وهو قراري .
أن أموت يدمركم ، وتدميركم هو هدفي .)
أعرف فكرتكم عني : ( إنني ملعون ، )
أجيبكم بكل ثقة : ( أنا ملعون مثل الحياة ، فهي دائما ما تتغير ، لتقتلنا في النهاية .وكل درس في الحياة له ثمن ، لذلك عندما أقول لكم قتلتني الحياة ، فثقوا بي ، أنني أديت الثمن !) .
ما أفكر فيه حاليا، هو محاولة الخروج من سريري،
وما أريد قوله حقا، هو إنني يجب أن أصرخ صراخا يهتز له عالمكم اللعين ويحدث صدى في نفوسكم المقيتة .
أن أصرخ ملء فمي ، بكل جوارحي ، بكل جسدي ، مرة واحدة ، بكل ما أوتيت من قوة ،
لكنني لا أفعل ! بل أستمر، ملقى على هذا السرير في صمت مطبق، لا يسمع معه سوى صوت أنفاسي الملعونة ورجعها في هذه الغرفة الموبوءة.
أن أصرخ دون انقطاع هو ذلك النوع من الأشياء التي أنسى القيام بها، وذلك هو ما يجعلني أندم أشد الندم..!