يا وطني ،
ليس هناك أمل كاف في كل ما دمرناه ،
المناظر الطبيعية بئيسة ، تعيسة ، والوجوه كالحة ،
حزينة ، مدمرة .. ورغم ذلك ليس هناك أي اعتذار من البشرية .
أبكي من يموت شابا ، لكن أبكي أكثر من يموت حزينا ،
هذا الإحساس الذي يلازمني يا وطني بأنني أفقد وقتي ،وأختنق بالسائد والعادي والجاهز ..
هذا الإحساس بالضعف أمام حياة أعرف أنها حفلة لا يرقص فيها أحد ..
لا أكلمكم ، أنتم يا من تسيرون بمحاذاتي كل يوم ، عن كل ما يصنع من الشخص رجلا ، ولا عن الأشياء المحرجة التي نقوم بها ، وليس عن كل ما يتركوننا نراه ،
لكنني أكلمكم عن كل ما نخفيه عندما نحس بالحرج والضعف ،
أكلمكم عن كل ما نفكر به طول الليل ، ممددين أقدامنا أمامنا ، أقدامنا المقيدة بكل السلاسل والحبال التي تشدنا إلى أرضك ياوطني ..
أكلمكم يابني وطني ، عن الخوف الذي يستعمرنا ، فلا نكاد نرى ملامح بعضنا من طأطأة الرأس الى الأرض والخضوع والخنوع ، ونخاتل بعضنا النظرات لنتعرف على كمية خوفنا المزري ، وعندما تتلاقى نظراتنا نبتسم ابتسامات صفراء لبعضنا محاولين قتل خوفنا ، ذلك الخوف الذي نحاول دفنه ، لكننا لا ندفنه بصورة جيدة ، فتشرئب رؤوسه كرؤوس ثعابين تسمم علاقاتنا وتصرفاتنا
إلى درجة نغيب فيها عن وعينا ونتساءل نحن أنفسنا ،من نكون ؟
لقد أخذوا قلوبنا ، اقتلعوها ، رموها في الوحل ، رفسوها بعنف ، ويأتي أحدكم باسما إلي، ويسألني لماذا أتألم،
إن منطق بني آدم فيك يا وطني سيبهرني دائما .