وأشهد على نفسي وأعترف أنك استطعت أن تفعل بقلبي الصغير كل ذلك .
أعرف أن اعترافي هذا سيرسل من عينيك بريقا ملونا بالشماتة ، بأنك حققت هدفك الذي قررت أن تصل إليه مهما كان الثمن .
وأعرف أنك ستنفي كل هذا الكلام ولتجاملني ستؤكد لي أنك لست متغطرسا ولا مستبدا ولا ظالما .وأعرف أيضا أنك لن تشعر أبدا بما أشعر به من جراء ظلمك واستبدادك .
وأعرف كيف يمكن أن تكون الأيام حزينة .
وأشهد كيف يخفق قلبي الأعزل بالأسى ويتسربل بالكآبة
وأشهد أنني ما زلت على الفراش مرمية ، وحيدة ، وأن قلبي دام ، ينزف ، يدق بألم لأنه بعيد عن مناخه الحقيقي ،
ومناخه الذي يحيط به هذه الأيام هو أنت .
وأشهد أن حروفي إليك اليوم ، حروف وحيدة ليس بها أية طمأنينة وأنها تنط أمام عيني ، لأنها موجهة إليك أنت ، وأنت بعيد عني ، هناك ، تنعم بالدفء .
وأشهد أنني كلما تذكرت أنك معها ، مع زوجتك العلنية ، بعيدا عن عيني ، سادت الظلمة قلبي وشعرت بصدري ممزقا ، وأحسست بالوقت الذي يمر دون أن تأتي ، ثقيلا ، يجر نفسه فوق جسدي ، انا زوجتك الخفية ، السرية ، أقبع خلف الحياة ، لا أعرف ماذا أنتظر ، بل إن جروحي هذه التي أتحدث عنها وأعدها لا أدافع بها عن نفسي ضد هذا التمزيق والوحدة .
وأخيرا ، أشهد على أنني في هذه اللحظة ، في هذه الدقائق الأخيرة من هذه اللحظة ، عرفت من أنت بالضبط .
عرفت أنني لن أكون معك ولك مهما عبرت عن ذلك بكل ما تملكه من وسال للتعبير عن الحب ، وأشهد أنك تملك منها الكثير .
وعرفت أن الجرح لن ينبت منه الفرح وأن الحب في مثل هذه الظروف جريمة وخطأ لا يغتفر .
لم أكن أنام منذ زمن خرجت فيه نفسي عن طوعي وتركت جسدي ينزلق إلى العتمة ، في بئر عميق أسود لا متناهي القرار .
طموحي أن أنام دون أن أفكر فيك ، فاخرج من أفكاري
وأنت يا أفكاري إذا كنت متمردة فاذهبي عني إليه ولا تعودي إلي ، واتركيني مع أحزاني النازفة مرمية على فراش بارد .