تفرُ مني الكلمات على غير المألوف... وتهرب الحروف من قلمي ،وتكاد الأفكار تهجر ذهني هجرا...حالة من القحط والجفاف.... وأيام عجاف خاصمني فيها القلم والقرطاس وشمتا في هذه الأيام... فما عادت قريحتي تدر أفكارا تشعرني بالنشوة.. أتر شف منها جرعات أمل، وحب،وفرح...ما عادت حروفي تتراقص حولي.وتشجيني.وما عاد وقعها في نفسي يطربني ...أبحث عنها بين دفاتري،،فلا أجد لها أثرا... وينهرني قلمي الجاف أن أخجلي أهذا وقت للكتابة عن الحب وقلوب أطفالنا وشيوخنا والأرامل والثكالى تتقطع أشلاء في كل مكان...ومن سيقرأ حروفك الخرساء كصرخة في واد غير ذي زرع.؟...من ستشجيه كلماتك وحداد يسود القلوب والنفوس.؟
وعبثا...أحاول ان أكتب عن المرابطين الصامدين على الحدود دروعا بشرية تصد عنا العدا.. فتتجمد اناملي ...وتتعطل لغة الكلام في حلقي....وينتابني ألم ما بعده ألم .. حين تصاغ الحروف على دفتري بدماء الاطفال، وتتداخل الكلمات كصرخات بشرية ...ويشتد بي الوجع فأحاول محو ما كتبت...فأذا بكفي يتلطخان بالدم...فأصيح لا أقدر على كتابة وجعي..لا أقدر على كتابة وجعي بدم جرحي..وأسرع لمحو ما كتبت بالكوفية التي على كتفي فتختفي كل الحروف وتبقى كلمة أجمل من كل الكلمات. . ف ل س ط ي ن. يا .وجعي....فلسطين يا قبلة الاشاوس منذ الأزل..يا درة الدرر..وماء وجهنا الذي كاد يجف على أعتاب طغاة العالم..لولا أطفالك الذين يبعثون للحياة وفي كف كل منهم مقلاع وفي الثاني حفنة من الحجارة...والماجدات بصرخن مهللات :"يا راجم الشيطان بالحجارة
ما أ عظم فيك هذي الجسارة
قزمت القنابل
هزمت المدافع وأوقدتها نارا نارا صغيري يا طفل الحجارة.
أملنا في هؤلاء الذين لم يلعبوا يوما فقد ولدوا كبارا .وأذا دعوا للعب قال الطفل منهم :"
صباح الخير يا عفراء ويا زينب
أنا في اللعب لا أرغب
أنا طفل فدائي
مع الأطفال لا ألعب
أطفال أشاوس على قلب صلاح الدين ا إذا كبروا تركوا المقلاع خلفهم واعتنقوا القذيفة حبيبة وسلوى.وقدموا مهر فلسطين أرواحا ودماء وشبابا... ما عادت حروفي ترنو لكل الألوان بل انخرطت في القتال ثأرا لكل الأحرار.
انتهت