ألا تكفي الكاتب أوجاعه وخيباته؟
ألا يكفيه ألم المخاض قبل ولادة القصة أو القصيدة؟
يكلف نفسه ما لا طاقة له به..فيحمل آلام البؤساء والعشاق..ويلبس اثواب الفقراء والبائسين والكادحين والمسحوقين...
يغني للربيع إذا عاد..وينشد لمواسم الحصاد والتحصيل إذا أقبل الصيف..ويبكي مع السماء إذا جاء الخريف بكاء الرجاء أن يدفن الكادحون أحزانهم مع البذور لتنبت سنابل قمح..وأعذاق نخل..وعناقيد عنب وتين وزيتون.وبشائر فصل أحلامه حبلى بكل خير ونور...ويجالس الشتاء حول تنور الحطب ..يسمعه شكوى الأرض العطشى..ويحثه على إحيائها..لتشبع البطون الجائعة وتسكت بكاء الطفل باكيا في خيام الغبن ..يحلم برغيف خبز..فيجهش الشتاء بالبكاء ..فتمتلئ الغدران والدروب سيلا نافعا..ترتفع له ضحكات الكائنات الحية فتوقظ الربيع من سباته العميق..
وإذا سئل الكاتب لما هذا العذاب؟..يقول..أخذت عهدا على قلمي أن يكون حبره دمي وريشته سيفي يرد العدا عن المستضعفين في الأرض ويبذر الأمل رياحين في كل المسارب... أليس الأدب مأساة أو لا يكون؟.