"في عامَ ١٨١٨ نُشرت روايةُ فرانكشتاين للكاتبةِ الإنجليزيَّة ماري شيلي،
التي تُعتبر البدايةَ في عالمِ رواياتِ الخيالِ العلميِّ، وهذا النوعُ من الأدبِ الذي راح إلى فكرةٍ بعيدةٍ ممزوجةٍ بالرعبِ والألمِ والحياةِ والرومانسية.
ماهيةُ الحياةِ والموتِ، التي احتلّت عقلَ الشابِّ فيكتور، الذي تعلّم الطبَّ وعلم التشريح على يدِ والده، داخل أسرةٍ أوروبيةٍ كلاسيكيةٍ بالقرن التاسع عشر،
لماذا نموت وينتهي كلُّ شيءٍ ونُمحى من ذاكرةِ الكون؟
لماذا لا نتمرد على الموت؟
عكف فيكتور على فكرته، حتى دعمه صديق، حين اتهموه بالجنون والإلحاد.
هكذا خَلَقَنا الربُّ نَحيا بيده ونموت بمشيئته.
أخذ يجرب في قَبْوِه، بداخل قصرٍ مهجور، كلَّ الأساليب كي يصنع كائنًا يعيش حياةً أبدية.
جمع جثث الموتى بالحرب، وأخذ من هنا قطعةً ومن هناك أخرى ليضع كلَّ جهازٍ بمكانه الصحيح، وبالنهاية مَدَّهُ بالطاقة كي... يمد جسده بالحياة
في البداية، المخلوق الوحش، الذي لا نعرف ما هو، سيُصيبك بالدهشة، فكأنه كالطفل الذي يحاول فيكتور أن يعلمه الكلام.
يردد فيكتور فقط، وكأنه الأب الذي لا يعرف غيره:
"أنت صانعي"
يشعر الوحش بكل شيء: الألم، الحب، الكره، والغضب.
فعندما رأى إليزابيث، خطيبة أخ فيكتور، أحسَّ تجاهها بعاطفة، وأعطاها ورقةَ شجرٍ هديةً كتعبير عن ذلك، فهي كل ما لديه.
إلى أن شعر فيكتور بالغيرة، فهو الذي يكن لها عاطفة أيضًا، فحاول أن يدمر الوحش العجيب دون جدوى،
حتى أنه أحرق القصر برمته، ولأنَّه مخلوق ذكي، هرب عن طريق النفق الذي يوصل للبحر.
ليبدأ رحلة البحث عن من هو.
حين عثر الوحش على بيتٍ يختبئ بداخله، عاد الصانع إلى قصره الفخم مع أخيه وخطيبته.
الوحش، الذي حمل قلبًا به كل المشاعر، ساعد الرجل الكفيف وعائلته، وظل يحميهم في الخفاء من الذئاب.
نعم، الذئاب التي حاولت نهشه دون جدوى، فكان يعود في كل مرة إلى الحياة.
قال الوحش:
"لقد حرمتني من نعمة الموت، حرمتني من عدم الشعور. كل شيء يجب أن ينتهي."
عرف من هو وفهم أنه اختراع فيكتور القاسي،
ذهب إلى قصره وقال له:
"اصنع لي نسخة مطابقة، ترافقني الحياة الأبدية لأنني وحيد."
عندئذ اعترف فيكتور بخطئه:
"كان علي أن لا أصنعك. أتريد أن تتكاثر ونزيد المأساة؟ الحياة التي لا نعرفها حقًا؟"
سيطر الغضب على الوحش حتى كاد يقتله،
حتى رأى إليزابيث، التي احتضنته كأنها أمه، فعاد يشعر بالحب مرة أخرى،
إلى أن قتلها فيكتور بمسدسه عن طريق الخطأ.
بالنهاية، تَشرّد الاثنان في الغابات الموحشة،
وقال الوحش:
"اقتلني حتى لا أشعر، وليتك تعرف كيف."
مات فيكتور، بعدما قال للوحش:
"سامحني، كُتب عليك أن تعيش حياةً أبدية."





































