أَبْحَثُ عَنْ شِتَاءٍ تَأَخَّرَ، أُحِبُّ لَسَعَاتِ البَرْدِ، أَرْتَدِي حِينَها الشَّالَ الَّذِي أَهْدَيتْنِي إِيَّاهُ، وَأَتَلَفَّحُ بِكَلِمَاتِ الغَزَلِ مِنْكَ.
وَفِي اللَّيْلِ تَتَرَاقَصُ مَعَ خَيَالِكَ عَلَى ضَوْءِ المَدْفَئَةِ، وَكِتَابٌ يُغَازِلُنِي فِي رَفِّ المَكْتَبَةِ القَدِيمَةِ.
أُنْفِضُ عَنْهُ الغُبَارَ وَأَقْرَأُ أَوَّلَ وَرَقَةٍ:
"قَالَ أُحِبُّكَ وَرَحَلَ بَعْدَهَا".
لَكِنَّنِي أَعْدَدْتُ كُوبَيْنِ مِنَ الكَاكَاوِ السَّاخِنِ، وَوَضَعْتُ أَحْمَرَ شَفَاهٍ أَحْمَرَ قَانِي، وَحَفِظْتُ مُفْرَدَاتِ الحُبِّ، وَوُضُوءُ القَمَرِ يَتَسَلَّلُ مِنَ النَّافِذَةِ.
أَحْتَضِنُ ذَاتِي جَيِّدًا، بَيْنَمَا أَسْتَقْبِلُ الهَوَاءَ البَارِدَ، أُحِبُّ الشِّتَاءَ كَمَا أُحِبُّكَ.
أُغْلِقُ الكِتَابَ، لَا يُهِمُّنِي شَيْءٌ بَعْدَ الآن.
سَأُحَضِّرُ كُوبَيْنِ مِنَ الكَاكَاوِ، وَأَسْتَحْضِرُ رُوحَ كَاتِبَةٍ لَا أَعْرِفُهَا، وَأُعَانِقُ شِتَائِي.




































