كل شيءٍ ينتهي.
الموقف ينقضي، الشعور يتغيّر، الألم يخفّ، والفرح يخبو.
لكنّ هناك شيئًا واحدًا يظلّ ثابتًا في حضوره: القلم.
القلم لا يرحل مع الذين رحلوا،
ولا يبهت إن بهتت الذكرى.
إنه الحارس الأخير لما حدث،
الشاهد الأصدق،
والوارث الذي لا يشيخ.
في نهاية كل تجربة،
حين لا يبقى لنا سوى الغصّة،
أو العِبرة،
أو الدرس الذي لم نكن نريده…
يمدّ القلم يده، ويقول:
"قل لي ما لم تستطع قوله لأحد."
وما يُكتَب بعد كل نهاية،
ليس مجرد سطور،
بل حكمة مطبوعة من روحٍ خرجت أقوى.
وهكذا…
حين نتساءل: هل القلم يكتب بلا حبر؟
ربما الجواب الأصدق:
نعم، حين يصير الكاتبُ نفسه هو الحبر.
حين نكتب من التجربة، لا عنها.
حين نترك على الورق شيئًا من جلدنا، من صدقنا، من قلوبنا،
فوقتها… لا نحتاج إلى شيءٍ سوى القلم.
فإن كانت هذه هي النهاية،
فلتكن كما يجب:
بمدادٍ من حكمةٍ لا تزول،
وبقلمٍ لم يخُن،
وبكلماتٍ وُلدت لتبقى.
---
إذا انتهى كل شيء، وبقي القلم… فاعلم أنك لم تخسر كل شيء.