بعض الكلمات لا تُكتب بالحبر،
بل تُنزَف.
وقد يأتي يومٌ،
لا تجد فيه الحبر في القارورة،
لكن تجد القلم يكتب…
وكأن شيئًا من داخلك هو الذي سال على الورق،
لا الحبر.
هناك لحظات
يتحوّل فيها القلم إلى امتدادٍ لجرح،
ويغدو السطر أشبه بضمادة لا تكفي،
لكنه الوسيلة الوحيدة لتقول: "ما زلت أتنفس."
حين نزف القلم بدل الحبر،
لم تكن تلك الكتابة شعرًا،
ولا أدبًا،
ولا حتى فنًا…
كانت استغاثة مكتومة،
صرخة من حيث لا صوت.
الناس يقولون:
"أي قلم هذا؟ خطه مُرتجف!"
ولا يعلمون أن اليد حين كتبت،
كانت تقاوم الانهيار.
هذه هي الكتابة التي لا تحتاج حبرًا،
لأن الألم تكفّل بأن يخطّ بنفسه كل حرف.
كتابة لا تُعاب، ولا تُنقّح، ولا تُراجَع،
لأنها لا تسعى للكمال،
بل للنجاة.
فإن رأيت سطرًا مشوّهًا، غير متماسك،
فلا تحكم عليه.
ربما كُتب بدمعة، أو رعشة، أو نزفٍ حقيقي.
---
أشدّ الحروف أثرًا… تلك التي لم تكن كتابة، بل نجاة من السقوط.