كثيرًا ما أمسكت القلم، وكنت أعرف تمامًا ما أريد قوله،
لكنّ الحبر... توقّف.
لم يكن الحبر قد جفّ،
ولا القلم قد انكسر،
لكن شيئًا في الداخل جعل الحبر يُحجم، يتردد، يخاف.
فهل يخون الحبر القلم؟
وهل يخون المرافقُ رفيقه؟
أم أن في بعض الكلمات ما يُرعب حتى المداد؟
الحبر لا يكتب وحده.
هو مرآة لما في داخلك.
وإذا اضطرب القلب، ارتجف الحبر،
وإذا خاف القلم مما يريد أن يخطّه،
يتردّد المداد،
ويغدو الورق أشبه بساحة معركة لم تُطلق فيها الرصاصة الأولى بعد.
الخيانة ليست دائمًا أن تقول ما لا يجب،
أحيانًا الخيانة أن تصمت حين يجب أن تُكتب الحقيقة.
والحبر حين يرفض أن يسيل،
قد لا يكون جافًا،
بل خائفًا... من صدقٍ لا يُحتمل.
فلا تقل إن القلم خان،
ولا إن الحبر نضب،
بل اسأل نفسك:
هل ما في صدري أكبر من أن يُحتمل على ورقة؟
---
أحيانًا لا يجفّ الحبر… بل يقف مذهولًا أمام ما نريد قوله.