ذات مرة، كتبت…
ولم أرَ لون الحبر.
نظرت إلى الصفحة فلم أجد سطورًا سوداء، ولا زُرقة الحبر المعتادة،
لكنني شعرت أنها امتلأت — كأنّ الكلمات قد كُتبت، لكن لا أحد يراها… سواي.
وهنا أدركت أن هناك كتابة لا تُرى بالعين،
كتابة تنقش أثرها في الداخل،
لا تبحث عن قارئ، ولا تهتم أن تُطبع، ولا تنتظر إعجابًا.
القلم في تلك اللحظة لم يحتج إلى لون،
كان يكتب من روحٍ احتشدت بما يكفي لأن تفيض حتى دون حبر.
وهل يحتاج الألم إلى لون؟
هل يحتاج الدعاء إلى صوت؟
وهل تحتاج الحقيقة إلى حبر لتصير صادقة؟
ليست كل الكتابات تُقرأ.
بعضها يُشعر.
بعضها يُفهم فقط من القلب،
وإذا نظرت إليها بعينٍ تبحث عن الزينة… فلن ترى شيئًا.
ذلك هو القلم الذي كتب بلا لون،
لكنه حفر في القلب ما لا تُمحوه كتبٌ كاملة.
--
ليست الكتابة أن ترى ما كُتب… بل أن تشعر بما لم يُر.