فِي قلبِ هذا الضَّبابِ أقفُ الآن..
لا أُطالبُ الطَّريقَ بنهاية، ولا أبحثُ عن مخرجٍ سريع. بل أدعو رُوحي أن تتماهى مع هذا الغُموض؛ لتخفَّ أثقالُها وتسمو فوقَ مادياتِ الواقعِ الصَّلبة.
أتركُ نفسي لأطفو في سَكينةٍ تامَّة، لا استسلاماً لمهبِّ الرِّيح، بل سلاماً مع قدرٍ يدركُ وجهتي حين ضللتُ أنا عنها. فأنا اليومَ لا أسير، أنا أسترشدُ بالنُّورِ الكامنِ في صَمْتِ العُبور.
أحملُ رمادَ الهمومِ، أذروهُ على قممِ الجبالِ الشَّاهدةِ على الصُّمودِ في وجهِ الزَّمن؛ لتستحيلَ تلكَ الأوجاعُ ذراتٍ منسيةً أمامَ جلالِ البقاء.
وهناك.. تنشدُكِ ترنيمةُ عُمري السَّابق، التي أحملُها لا كحِمْلٍ ثقيل، بل كبوابةٍ لـعُمرٍ جديد.. ترنيمةٌ محفورةٌ عميقاً بين ظلالِ اللاوعي، مدفونةٌ هناك إلى الأبد، لتعيدَ صياغتي من جديد






































