في كلِّ ليلةٍ أكتُبُكَ ألفَ مرَّةٍ، تخونُني الكلماتُ، فأمحُوها وأُعيدُ الكرَّةَ تِلوَ الكرَّةِ، علَّني أختصرُ في فقرةٍ بوحَ قلبي، وأُنهي مأساتي في حصرِ المُفرَداتِ التي تتزاحمُ على عقلي تارةً، وتَشحُّ أُخرى.
وأُقرِّبُ المسافاتِ بين الحروفِ، كأنِّي أنا وأنتَ فيها، فتتداخلُ العباراتُ ويضيعُ المعنى.
ورغم أني أَخطُّكَ بقطراتِ المطرِ ليلًا، علَّ شمسَ الصباحِ تَمحُوكَ من فؤادي قبل أن يجفَّ ورقي؛
رُبَّما خجلًا، رُبَّما خوفًا، رُبَّما أشياءُ أُخرى لا أُدرِكُها.
إلا أنَّه، ورغمَ كلِّ هذا التكتُّمِ والحذرِ، أجدُني أُحاولُ ضبطَ شكلِ النهاياتِ، لأني كلَّما انتبهتُ، وجدتُني أُنهيها بضمةٍ.