أنا لا أُستوطن، أمر بمحطات راحة وأمضي، إن رغبت قربي رافقني، وإلا فلنشرب فنجان القهوة الدافئة معًا ولنتبادل أطراف حديثٍ يُنسى ، فتحاول إغرائي بحميمية المكان، وسهولة العيش فيه، بالإحساس الشاعري، بلمسات اليد وبأحضان الصباح، الذي أعدك أنه سيخبو بملل تكرار الروتين، وسيقتلني فيك ويمحو سحرك في عيني.
ولأروي لك رحلتي المجنونة للارتقاء بروحي والسعي لتوسيع وعاء عقلي،عن سقطاتي، هفواتي وخطورة انزلاقي في منحدرات الضياع ثم انبعاثي منها بكل كبرياء رغم الكسور والجراح، لأكمل رحلتي وأستمتع بكوني أنا الشخصية المجنونة في عين الجميع، لكنك تعلم أني أسير على خطى أجن العاقلين،
أتلذذ بكل ما يصادفني، صعبة وهينة، مِعلومِهِ ومجهولِهِ...
لكن أتدري ما يعيد قدمي لأرض المصفوفة؟
يردني رغبتي الجامحة في البقاء معك رغم أنه كلما عدت رفضتَ التخلي عن مساحة أمانك وأردتَ أن تحتجزني فيها معك، أحاول أن أتأقلم أو أبتزك بحبي لتكون رفيقي، لكننا نصطدم بجوهر اختلافنا فأنت دومًا خائف، وأنا روحي لم تخلق لتستكين، تطفو بعيد لعالمها، ويردها شوقها إليك بعد حين...
وها أنا مذ عرفتك أدور وألف، أشرق وأأفل ولم أجد بُعدًا يجمعنا نحن الإثنين...