شحذ سكاكين الهمة ووضع سهام العزيمة في جعبته الذهبية الفاخرة، امتطى صهوة حصان الكبرياء العالي مرتديًا قناع القوة، تلى تعويذته المعتادة: أنا قوي أنا لا أحتاج، قوتي هبة سماوية وحكمتي لا تضاهى.
سابق الزمن والألم نحو أرض مهجورة ليحارب ظلاله الملعونة، عازمًا على تنصيب نقطة النهاية على عرش الحكاية.
برز له الغضب تدفعه الخيبة على حين غرة لكنه أطفأه بضربات عدة، كان الخوف يتسلل بخفة إلا أن ظله بدا لفارسنا فأرداه فورًا.
مد التعلق براثنه وطوقه وكاد يغوص به في غياهب السواد والغربة. قده بأسنانه غيضا وبتر أوصاله وانفك وفر.
في اللحظة التي ظن فيها أنه أنهى المهمة ، ظهرت له عصبة من الظلال: القلق يكبل روحه، والتوتر يغلف عزيمته، والخواء يدفعه نحو فراغ يهدده بالاستسلام. قاتلهم بكل ما في جعبته من قوة، ضرباتهم تنهال كأمواج على صخور كرامته فتتفتت وتتلاشى شيئًا فشيئًا، حتى بدأ الشعور بنشوة الانتصار يغمر قلبه.
وإذ جأة، جاء الشوق الذي اختبأ في زوايا الزمن، يغافله في ضعفه، كأنه نسمة تهب وسط عاصفة، وبلمسة حانية رقيقة وقع صريعًا، يذوب في حلاوة الألم، في معركة بين القوة والحنان، بين الكبرياء والاحتياج.





































