مرحبا
هذا أنا، صديقتك القديمة التي عاهدتك على البقاء لكنك فقدت وجودها فجأة، ظننتها تخلت عنك، نكثت الوعد ورحلت؛ لكنك من فعل ياعزيزي،لأني كنت هنا طوال الوقت إلى جانك وبداخلك أعد نبضات قلبك الذي أعماه الغضب وأحاول الوصول إلى روحك التي أطفاها اليأس والخيبة منك ومني.
آلمني ظنك السيء بي وكانت لعناتك كلما ذكرتني تخترقني كسهام برؤوس مسمومة كلما التأمت جراحها نكأتها من جديد؛ ومع ذلك عذرتك كل مرة، فقد طال بك الضياع في متاهات الحياة السوداوية التي أخذت تبتلعك رويدا رويد.
أتلاشى ويختفي جزء مني كلما فقدت بعضا من قوتك وإيمانك بنفسك وبمكانتك في هذا الكون، كدت أزول تماما إلا أني وفي آخر لحظة استجمعت مابقي من شتاتي ونكزت روحك نكزة أيقظت بعض مابقي منها وها أنت بالكاد تسمع صوتي المتحشرج الذي جاء ليودعك لا في رحيل بل بتخل منك عني واستسلامك للبلادة وللاشيء.