تحلق بك الأماني عالياً إلى سحابات التوقعات الوردية
ما كنت لتتوقع أن بين ثنايا هذه الألوان الزاهية تكمن صواعق قاتلة
تنسج الأحلام خيوطها بخفة في عيون لم يذبل فيها وهج الحب قط، تخدع نفسك بتعبيرها وقراءة دلالاتها بما يناسب نبض قلبك
حتى إذا أغرقتك تلك اللحظات بوهجها، انقضت الحقيقة المغيبة عمدا فجأة، لتسقط حرائق الحزن فوقها
فتجد نفسك وحيداً في عتمةٍ فاجأتها ريح الواقع الموحش ليكتم صدى الوعود فتتلاشى كصمت رعد بعيد أصاب شجرة مثمرة فاجتث أصولها من الأرض وأحرق أزهارها الزاهيات التي كانت تعد بربيع لم يسبق له مثيل، وعالم سرمدي تتماهى فيه الأرواح قبل القلوب.
لم تكن لتتوقع قطوأن ومضة برق بسيطة قد تخلف داخلك كل هذا الخراب،
لم أعهدك بهذه الهشاشة ياصديقي لكني أعلم يقينا أنها إشارة صغيرة تنذر بقدوم إعصار سيقتلع ما تبقى من روحك ويذرك للخواء، فريسة سائغة للظلال
وأنت هناك، تدرك أن كل أمنية بذرتها كانت مهددة بالانكسار، تفر دمعة من مقلة لا تؤمن بالاستلام،
يلوح من بعيد مرحبا الاغتراب ،يظمك إلى حضنه المألوف ويعيد اليك مفاتيح أبوابه التي رميتها بعيدا حين تركت عقلك عنده وسلمت روحك لأطياف عالم الأحلام؛ الذنب كل الذنب أنك عاشق للمطر .
تغريك الأجواء الشاعرية لتلبد السماء بتدرجات اللون الرمادي الذي طالما اعتبرته سابقا نذير حزن، وها أنت اليوم تترقب قدومه كأرض جرداء تستبشر وترضى بالقليل من القطرات وان كانت رذاذا عابر لا يكاد يبل تشققاتها الضاربة عميقا، لتروي ملحمة وجع شهدت فصول تحولها من السذاجة إلى الوعي فالإنسياق في لهفة نحو سراب العشق ، لكن دقات الزمن لا تعترف بالوعود ولا تحن مثلك لارتشاف اللذة خلسة من على شفاه الورود، تتسارع لتذبلها وتفرض سطوة المادة الجرداء من جديد.فتذبل الورود وتتلاشى الوعود فتعود روحك خائبة من جديد.




































