.
اندفعت الخلدان من تحت أشجار الغرقد الشوكية وأفسحت المجال لصغار الحيوانات بالفرار من خلال أنفاقها بينما تكورت على مداخلها كي تمنع الخنازير من تعقبها حفرا في نفس الوقت هاجمت باقي مخلوقات الغابة من خارج اشجار الغرقد وحاصرت الغراب والقردة والخنازير حتى كادت تجهز عليهم جميعا، إلا أن الغراب نعق مستدعيا الكتيبة التي كان مكلفة بزرع الغرقد لتباغتهم من الخلف ؛ كانت المعركة على وشك أن تحسم لصالح الغراب الأعور وأعوانه إلا أن مخلوقات باقي الممالك تمكنت أخير من تخطي حواجز الاشجار الخائنة و أحاطت بالقردة والخنازير حتى أبادتهم جميعا، إلا أن الغراب تمكن من الفرار والتحليق بجناحه المكسور وهو يتوعد قائلا
- سأعود ولو بعد ألف سنة وسيبعث كائن الظلام سيد الغرابيب ليغرق العالم في الظلام.
تنفست أرض الزيتون الصعداء وأطلق النهر مياهه فأطلت الشمس لتبارك للملكة الانتصار، أفزعها هول الخراب.
اجتمعت المخلوقات حول الأم عزة في حزن شديد و عندما رأت الكرب حل بمملكتها صاحت فيهم:
هيا انتشروا الى أشغالكم واغرسوا الأرض وعمروا الأعشاش والوكور من جديد، لا وقت للأسى! أما أنا فسأحيا من جديد وأعدكم أني سأزهر مع قدوم أول ربيع...