ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين طلعت الشمس فرحة كعادتها لتقبل مملكة السلام قبلتها الصباحية المعتادة وتنعم بالمنظر الخلاب ذهلت من هول ما رأت . خراب و عويل في كل مكان ، اجتثت الأشجار من جذورها ، تلك الأشجار التي كانت شامخة منذ الأزل فيها الظل والثمر فيها الجمال والشموخ وفيها يكمن سر بقاء الحياة منذ الخليقة ؛
قتلت الحيوانات كلها ما خلا من استطاع النفاذ بجلده. حتى أنها لم تتحمل المنظر ولم تسامح نفسها عن آخر غروب فكسفت وأبت الظهور مرة أخرى لتغرق المملكة في ظلام مخيف، أما الأنهار فقد جفت وكفت ماءها خوفا من أن تنجسها تلك المخلوقات المنبوذة الملعونة.
لم يبقى في المملكة شجرة قائمة إلا شجيرات الغرقد الخائنة أين انتصب الغراب سام بنعيقه المتعالي مستدعيا كتائب القردة وقطعان الخنازير.
-أحسنتم أيها المنبوذون، الآن أعلم أنكم دمرتم أول ما دمرتم الشجرة عزة، لكن يجب أن تعلموا أن جذورها ضاربة في الأرض منذ عقود ربما دمرتم جذعها وكسرتم أغصانها، لكن يجب أن تحفرو عميقا لتتخلصوا من جذورها وتقضوا عليها نهائيا فهي قلب المملكة وساكنيها النابض، فان هلكت هلكوا.
انقسمت الكتائب والقطعان لثلاثة أقسام، قسم يحفر عن جذور عزة وقسم آخر يجهز على ماتبقى من براعم وأزهار وبيوت الحيوانات والقسم الأخير كان يغرس الغرقد تحضيرا لاستقدام ماتبقي من الوحوش المنفية لاستحضار كائن الظلام سيد الغرابيب ليغرق باقي الممالك في فوهة الظلام.
سارعت الهداهد لنقل خبر ما حصل في مملكة السلام وأرض الزيتون لباقي الممالك طلبا للمعونة والنصرة، لكنها كبراء العشائر تجاهلت هدهدتهم وأمرت الأشجار والحيونات أن يعدوا العدة لشتاءهم القادم ويتجاهلوا هذا الطائر الخرف