كانت مملكة السلام تستيقظ كل صباح بقبلة من الشمس على جبهة الأرض وعلى ألحان زقزقات الطيور الشادية في فرح وسرور شكرا للنعم.
استمر الوضع كذلك والشجيرات تكبر والغراب في زياراته الرتيبة المريبة إلى أن حل ذاك الشتاء المشؤم؛ وفي ليلة من لياليه الطويلة بينما الكون غارق في الظلام البهيم خاضعا لرهبة االسكون وهيبة الهدوء، كسر جدار الصمت صرخات متوالية للقردة وهي تتدافع خارجة من بين شجر الغرقد تبعها قطعان الخنازير البرية
كانت مجموعات كبيرة من القردة المشوهة المخربة التي نبذتها كل ممالك الدنيا ونفيت فلم يعد لها وطن ولا عشيرة والمكان الوحيد الذي سمح لهم بالبقاء قرروا تدميره لأنهم يأبون إلا العيش وسط الخراب والدمار .
تأرجحت بين الأشجار فكسرت الأغصان واقتلعت الثمار ودمرت الأعشاش وهي تصيح في فرح وفخر بينما حفرت الخنازير البرية بأنيابها النجسة الأرض فقتلت صغار النبات وهدمت أوكار الحيوانات، اضطربت المملكة فطارت أسراب الطيور هاربة وركضت كل المخلوقات خارج المملكة تاركة كل شيء خلفها.
كان الفزع سيد الموقف فتلك الأرض التي نامت على أنغام السكينة التي يكسرها صوت البومة المهدء بين الحين والحين أصبحت على أصوات الزقح والخنخنة المزعجين وعلى حشرجت الحيوانات وأنين الأشجار و صدمة الشجيرات الفتية التي كسرت أغصانها واجتثت جذورها وهي التي كانت تحلم بالأمس بميعاد تفتح أول أزهارها واطعام الطير بأول ثمراتها ، أصبحت على كابوس شنيع





































