ثم قال:
أتعلمين معنى أن يحبك شخص متعب، شخص يدفع بعيدا كل من يقترب من جدران الحذر التي تسور بها قلبه ليحيط نفسه بأشواك الصمت والألم، لكنه استثناك، فتح لك باباً خفياً إلى روحه المنهكة، دعاك إلى دفء نادر اتقدت ناره اللطيفة في عمق العتمة، فكانت قبسا ينير دروبه الضيقة.
ثم تأتين أنتِ بعد أن اطمئن لك واسكنك كوخ وجدانه الحميمي ، بعد أن أنبت الأمل في تربة قلبه اليابسة، فتغدرين به، تسحبين السجادة من تحت قدميه، تاركةً إياه يهوي في هاوية الخذلان لا سماء ولا أرض تتلقفه
صراع الثقة المكسورة يتشظى بين دفء الاستثناء وبرد الغدر، كأن الأمان كان سرابا تلشى مع أول نسمة خوف، لتقلب المشاعر رأساً على عقب، فتمتزج بالغضب الذي يقطر سماً في عروق الصمت، تماماً كتلك البقايا الرثة التي تتشبث بالقلب رغم وعي النكران.
بقايا الجرح الدامي تجلد الذاكرة الحمقاء لأنها تُمسك بطيفك المذبذب ، ترفض تسليمه لصفحات أرشيف الماضي ، همسة القدر العبثية لا تنفك تكرر أنها طوت هذا الفصل وانتهى، تحاصرُه على حافةِ الحقيقة، تقتل اوهام حبك كلما غازلت عقله فكرة أنه كان مميزا لك يوما.
بين غباء المشاعرِ وسطوة العقلِ القاسي، يرتشفُ كأسا من سُكْرِ الذكرى، يطردك عنوة من كوخه، يرفع أسوار قلبه أكثر ، ويسد وراءك كل ثغرة.
أجبت: بالفعل أعلم...






































