من بين الظلال المتلاشية، كانت الأصداء تحكي قصص عشقٍ لم تنتهِ، قصص تلاحمت فيها الأرواح مع زمنٍ بعيد لم يعرفه غير من سهرت عيونه على صفحات الأوراق الصفراء المهترئة. كان كل همس، وكل نبض في تلك الأجواء يؤرخ لرحلة الألم والاشتياق، رحلة تطوف بين عروق الأرض واتساع السماء، معلنة أن الحبُّ ليس سوى عنوان سرمدي لا يموت.
تسربت رائحة تلك الذكريات كندى الفجر على زهرة ذابلة، تعانق أغصان الشوق بقبس خافت ثم ماتلبث توقظ فيه نار متأججة، فتبعث في النفس حياةً جديدة، رغم أنف الغياب، رغم جحود الزمان. وفي عمق الصمت، حيث لا صوت يعلو، ترفرف أجنحة القلب ناثرة رماد الحلم الحي...
جرت قدمها المتعبة راسمةً ختما سليمانياً بلغة العهود القديمة على أرضه الخصبة الطيبة، فتساقطت من روحها بذرات أمل، وارتها أيادي الشغف واللهفة سريعاً.
كانت الريح تعوي بتعويذة وثنية، تستحضر بها أطياف العاشقين الذين هلكت قلوبهم في مطاردة مخلوقات أسطورية، خلقها أفئدتهم الرقيقة ورأتها أعينهم بألوان الطيف السبعة.
فوشمت ذكراهم عميقا بحبر صنع من غبار سرمدي؛ قد تفنى أجسادهم ويبقى هو وسمة وجع.
كانت هائمة تلهث وراء القدر ليمنحها موعدا جدييدا لا تنطفئ فيه شموع اللقاء ولا يكف فيه عنها يده الحانية....
يتبع





































