صباح البحر يا عزيزي
أحدثك وأنا أتنقل من مدينة البحر الى مدينة الضباب والعبث وعوادم السيارات!!
منذ الصغر وتصيبني القاهرة بالكآبة
(مرحبا بك في القاهرة)
رؤية تلك اللافتة اللعينة تشعرني بالاختناق!!
شعور يشبه ما تعانيه الأسماك أثناء خروجها من المياه!!
أحدثك وانا أجاور نافذة بسيارة متهالكة
أحاول التنفس خارج المحيط
أحتضر؟!
ربما..
تخرج الكلمات من فمي مالحة گ بحر
يحبك الله لأنك الآن لا تقف أمامي كي لا يرتطم بوجهك ذلك الموج الذي يخرج من شفاهي
ربما مكوثي سبعة أيام من العمر في مدينة ساحلية جعلتني أتحول الى بحر
أو ربما الى تلك السمكة
التي تراقص لك حاجبيها أثناء جلوسك على الصخرة !!
أحسدها كثيراً
ناهيك عن بقائها في المياه
انها لا تتعلق بشوكتها والسكين والوسادة
لا يصيبها الحزن لضياع خاتمها المفضل
تخلصت مثلي من ( مرض الكوب) ذلك الذي يجعلك تأبى ان تتناول مشروبك المفضل في كوب آخر!!
تسافر بلا ملابس
لا تحمل الحقائب أثناء الذهاب من بيتها إلى بيت آخر
تتوقع فقدان نفسها في أي لحظة
تعلم مصيرها المحتوم في الوقوع بشباك الصياد
لا أحد يتمنى لها طول العمر
ولا تؤدي مراسمنا الحمقاء في اطفاء شمعة بكل عام !!
ربما هي تشعر بالراحة الآن
وهي بقلب طبق
تسمع ذلك الصوت الأجش الذي ينادي بوضع الملح الزائد عليها
حين يستعد رجل أحمق
لتناولها مقلية !!
تعلم أنني أكره البطء كثيراً
أيها الرجل السلحفاة
الا أنني أفتقده هنا معك ..
أفتقد ركضك البطئ وصولاً إلي
تأخر استجابتك في الرد
ارسال التعابير الرمزية بأثر رجعي!!
لا أخفيك سراً أنني
أشتاق الى تلك الصخرة التي كان ينزلق عليها قلبي كل ليلة أثناء هرولته نحوك
أفتقد رنين هاتفي بصوت الموج
يدي الممتلئة بالقواقع البحرية
بائعي المدينة الكسالى الذين لا يحبون الاستيقاظ المبكر
أشتاق الى شكل وجهي في مرآة البحر
ومذاقه المالح كفسدقة !!
هل يبدو لك أنني أثرثر كثيراً الآن؟!
ربما هذا ما يسمونه اكتئاب ما بعد السفر!!
#monaelokda منى العقدة