إطلعت من أيام على صورة تظهر وجود مسلمين ومسلمات محجبات يجلسن على مقاعد الكنيسة في تماهي غير لائق ابدا بعد تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق ، مما يظنه البعض نوعا من التضامن مع أبناء الوطن المسيحيين في مصابهم الجلل..
تأخرت في الكتابة عامدة ريثما يهدأ الجرح قليلا..أتيت اليوم لا لألوم من فعل هذا ممن يدين بدين الإسلام ..وإنما لألوم من يلومهم!ويصف من يدخل الكنيسة من المسلمين بالغباء لمواساتهم وربما لقراءة الفاتحة ولا أستبعد لو ارتدوا الصليب أيضا..
تعالوا نسأل هؤلاء الذين في الصورة..لماذا أنتم مسلمون ؟
هل جلس إليكم أحد الدعاة وتلا عليكم ٱيات العزة المذكورة في القرٱن الكريم ثم ذكر تفسيرها ؟ أو أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم شرحها؟
هل علمكم أحد أننا ندين دين الحق وأن الإسلام ليس مجرد ولادة لأبوين مسلمين فنصبح مسلمين بالهوية والعادات والتقاليد ؟
هل سكب داعية في روعكم صور العزة الموجودة بكثرة في سيرة الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان فقد كانوا للعزة منارات ..
هل أخبروكم عن عزة سيدنا عمر الذي أعز الله به الإسلام ؟ أم لم ينبؤوكم عن عزة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عندما طلب منه رسول الله أن يخفي إسلامه ويلحق بقومه فقال :(والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين ظهرانيهم ) فخرج إلى قريش عند الكعبة ونادى بأعلى صوته: يا معشر قريش أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول اللَّه..
أم هل وصلهم نبأ تلاوة عبدالله بن مسعود للقرٱن الكريم جهارا نهارا عند الكعبة متحديا قريش؟..وقد كان الصحابة حينئذ يتسللون تسلل القطا مستخفين من بطش القوم بهم ..
أين الدعاة ليرددوا عليكم بصوت غير متهدج أو خانع قصة ربعي بن عامر مع رستم أحد أمراء الفرس حين أرسله سعد لهم ، وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة واليواقيت واللٱلئ الثمينة والزرابي الحريرية..وقد جلس قائدهم متغطرسا على سرير من ذهب..فأقبل ربعي رضي الله عنه وعليه سلاحه ودرعه ، يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها غير مبال بكل ذاك البهرج وقال قولته الشهيرة عندما سأله رستم : ما جاء بكم ؟ :
فقال : " جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى براح الٱخرة "
أدريتم بخبر عبدالله بن حذافة السهمي وشممه الذي يأسر كل مسلم حر مع ملك الروم ؟ هل أخبروكم لم قال عمر بعد أن قبل رأس عبد الله بن حذافة :(حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة وأنا أبدأ )..
ألم يجمعوكم ذات يوم ليقصوا قصة الإمام الباقلاني ؟
أعرف أنه لم يخبركم أحد ..ولدي مئات القصص من لدن أول شروق للإسلام وحتى عصرنا هذا..لكنهم لم يكلفوا أنفسهم أن يعلموكم أننا أصحاب دين الحق وصاحب الحق قوي لا يداهن ولا يقبل الدنية في دينه..نعم نتعايش معهم نحزن لمصابهم نشد سواعدنا على سواعدهم لنهضة وطننا ، ولن نصل لذلك بكثير من الركض ، بل بالركض في الإتجاه الصحيح..فالصقر يعبر النهر دون أن يبتل..
فيا صقور الدعوة :تموت الأشجار واقفة ولا تقتلع.. أعبروا نهر الوعي والدعوة واعتبروا فلا لوم على هؤلاء بعد خمسين سنة من فصل الدين ليس عن الدولة فحسب بل فصله عن الحياة وجوهرها وحصره في مظاهر وطقوس توحي أنه مجرد تراث شعبي قديم ليس إلا..
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين..





































