يقولون :
إن كثرة الخصومة بين المحبين ماهو إلا دليل عمق المودة بينهما؛ والحب أن تحاسب على أصغر الاخطاء،ثم تغفر له أكبرها طواعية..
ولا أرى ذلك عدلا أبدا..بل إن كثرة الخصومة في بداية العلاقة يعد أمرا صحيا حتى يفهم كل منهما الآخر مع عظيم ما يكنه القلب؛فإذا ما اقتحما هذه العقبة الكؤود فاعلم أن لشجرة الحب جذورا عميقة ستتكشف فيما بعد عن ثمرة حلوة شهية.
لكن...
ولعمري..
فإن كثرة الخصومة يعد نذير شؤم كغمامة سوداء تظلل قلبيهما..بل هو مااستعجلتم به ؛ريح وجع وألم فيها عذاب أليم ؛؛
حتى لتنفذ طاقة أرقهما روحا.وأشدهما حبا..تمر الخصومة فتكوي قلبه وتقض مضجعه ،ثم تأتي النجدة على صهوة الحرف والكلمة..فيجثو القلب في حضرة محبوبه يريد منه أوبة الى سالف عهده ودفء وصاله بعد زمهرير جفاءه وصده..
ومع الزمن ستبنى الحواجز خوفا من تجدد الألم ..بل وربي مجرد تذكره تفتت فؤاد الصب فتا..لأن الحكم في نهاية المعركة سينادي بين الروحين المعذبتين:وأن إلى قلبك الرجعى..
فحنانيك يامن أنت كهف يأوي اليك من اتخذك قبلة قلبه وقدم في محراب وصلك نذور الدمع وتقلب على أحر من الجمر شوقا ووجدا وولها...