نشأنا في بيت أهالينا نحن جنس حواء تعلمنا بالتربية والفطرة النظافة والحشمة والحياء ، والطبخ وادارة البيت اقتصاديا وتربويا ودينيا..وكذا نشأت أمهاتنا فتعلمت أمي -حفظها الله -من جدتي النظافة والرتابة وادارة المنزل ..لم نكن يوما لنكترث لنري الدنيا كيف ننظف الماعون أو نقم البيت ، أو نربي الأولاد..لم نعبأ ساعة من نهار أن نلفت النظر لصحن ورق العنب ومراحل لفه وطبخه وتقديمه..كان أكبر هم احدانا أن تتحبب لزوجها بالتقرب لقلبه عبر تدليله بأكلة يحبها كحسن تبعل احدانا لزوجها..كان همنا بالفطرة صلة الرحم والاجتماعات العائلية وتقديم ما لذ وطاب للأهل والأحباب ، لم يك يخرج خبر عن تفاصيل حياتنا خارج سور العائلة ..
فما بالنا اليوم نرى قنوات باسم (الروتين) (واليوتيوبرز) تعرض دقائق حياة البيوت وتفاصيلها في مشاهد مبتذلة سخيفة..ياجماعة الخير ربتنا أمي حفظها الله على النظافة واكرام الضيف والأناقة ولم نتلقى أي دورات أو كورسات لهذا ؟؟؟
بيوتنا المستورة أصبحت بيوتا زجاجية..مكشوفة..كل لحظة عمل بلقطة وصورة واخراج وتمثيل وفزلكة..ياربي ماذا حصل لعقول الناس ؟ تجاوزت الأربعين وجميع من حولي من النساء تنظف منازلها وتطبخ وتنفخ وتغسل الحرامات والدثر والبسط لوحدها دون تعليم خارجي..
حال مقززة تدعو للغثيان والله ، أين عقولكم يا بنات حواء وأنتن تعرضن خصائص البيوت وخطوات تنظيف الصحون ،لأجل المال كل هذا !!!
كما أن الحساد لا ينبغي أن يطلعوا على النعم ، فان العين حق ومداراتهم لازمة ..فهل كل من يطلع على تلك التفاصيل هو صافي القلب سليم النية..
ألا ليت شعري لو يستيقظ هؤلاء ويتركن اللهاث وراء القطيع ،المرأة بالفطرة همها قبل الزواج رضا ربها ووالديها وبعده يضاف لهذا رضا الزوج وخدمته..وتربية أولاده..
أخبروني كيف لأم همها التصوير والشهرة أن تنشئ بيتا ناجحا ونفوسا مستقيمة؟!
همها التصوير..ألا يحتاج هذا لتفرغ، لتحضير ، لتزويق لباسها وهندامها وبيتها..حسنا والأطفال والزوج والصلاة والعبادة ورضا المولى وصلة الرحم وحق الجوار وعيادة المرضى،، متى سيحين وقتهم ؟ متى ؟
قلبي يغلي ..لا أتحمل كل هذا السخف ، ولدي هلع من الجيل القادم الذي سيتربى على يد هؤلاء الأمهات وتحت تأثير الجوال والشابكة ..من لأطفالنا رسالتنا وفلذات أكبادنا.. من لهؤلاء..!!!
ندائي لمن يقرأ كلماتي هذه : خالفوا القطيع ، ولا تتبعوا الغثاء ، واعلموا أننا في زمن التمحيص ليميز الله الخبيث من الطيب..