هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايهاب همام
  5. مهمة سرية (رواية)

اهداء

زوجتي الحبيبة

أم بنات رنا ويارا وفاطمة الزهراء

كم أنا مدين لك بأشياء كثيرة

حبك ...وأحساسي بالأمان معك

                              المؤلف

مقدمة

بصراحة عمري ما فكرت أني أكون كاتب روائي أو كان من طموحاتي..

كانت أحلامي أني أقدر أوصل مشاعري في شكل كلمات

كتبت كتير جدا لفترة تعدت خمسة عشرة عام وكنت أجد تشجيع قوي من أصدقائي منذ أيام الدراسة الجامعية

ولظروف الأبتزاز الموجودة في هذا الوسط كان يتحتم علي التنازل عن أسمي مقابل بعض المال رفضت بكل تأكيد وأستمريت بكتابة القصص القصيرة ثم القصة القصيرة جدا ثم الومضة التي مصيرها الأدراج حتي الأن..

تطرقت لمجال الكتابة الصحفية وعملت بدون أجر في جرائد أسبوعية ورقية لفترة من الزمن في باب التحقيقات الصحفية كان حب العمل الصحفى هو الأساس بجانب عملي في بعض المواقع الأخبارية

للأسف أبتعدت عن المجال لظروف صعوبة المعيشة مع هذا الوضع بالعمل دون أجر

لم أبتعد عن كتابة القصة القصيرة جدا ولكني اتجهت فترة لكتابة الشعر العامى هناك من دعمني وهناك من هاجمني ولكن لم أكن أهوي كتابة شعر العامية بشكل قوي لم أشعر أنه مكاني..

بدأت في كتابة رواية منذ زمن بعيد وكنت أحب أن أشكل عالم خاص بي من أحداث وشخصيات وحبكة

بدأت في عام2007. بكتابة رواية كنت أشعر أني أكتبها لنفسي لأصدقائي لم أحلم بنشرها

لم أجد من يدعمني في بداية كتابتي في هذا المجال

بالرغم من تشكل فكرتي عن الكتابة بأشكالها وتنوعها ما بين الكتابة الكلاسيكية الشعرية مثل الأغاني والكتابة الصحفية الخبرية. وتطرقي للكتابة الأدبية بلون مفضل لقلبي

كان أكثر كاتب أثر في فكري وقلمي هو الكاتب القدير الراحل مصطفى آمين عميد الصحافة العربية والكاتب الرحالة الراحل آمين سلامة و الراحل الكاتب عبد الوهاب مطاوع

-١-

أشعل سيجارته وأخذ يدخن وهو يتفحص تلك الصور التي بيده باهتمام … دائما ما تكون المهمة التي يتكلف بها تكون سهلة التنفيذ … ولكن يشعر أن تلك المهمة مختلفة !

ضحك بسخرية لتفكيره …. اطفئ السيجارة التي لم تنتهي بعد بعنف وإصرار على تنفيذ تلك المهمة فهو …

أنهت إعداد الإفطار بنشاط لتجهز الطاولة لتهم بالأكل وهي تتفحص هاتفها وبعض الإيميلات الهامة للشركة

فتاة في نصف العقد الثاني أخذت إدارة شركة كبيرة تركها لها ابوها ولكن هي كانت عند حسن ظن ابوها بها واستطاعت إدارتها وبمساعدة فتاة في العقد الثالث من عمرها والتي تكون مساعدة والدها وهو كان يثق بها كثيرا مما جعلها تطمئن لها …. رنين الهاتف جعلها تقوم بسرعة لتأخذ حقيبة سوداء بها بعض الأوراق والكمبيوتر الشخصي بها … كانت ترتدي بدلة رمادية كلاسيكية خرجت بسرعة من المنزل لتضع نظارة الشمس وتصعد إلى السيارة ليتحرك بها السائق الخاص ….

خرج الجميع من غرفة الاجتماعات لتبقي هي ومساعدة والدها

تنهدت لتقول بصوت تعب

« الحمدلله … قدرنا نكسب الصفقة بنجاح »

لتقول لها الاخري مشجعة

« طبعا يا "احلام " … ودائما هنكسب ونكبر شركة والدك … هو واثق فيكي عشان كده »

إبتسامة"احلام" قائلة

« مش فيا أنا بس فيكي إنت كمان يا "كريمة" … »

إبتسامة لها لتنظر في ساعة يدها

« يالا بقي عشان في شوية ورق محتاجين مراجعتك وبعد كده موعد الغداء .. »

قامتا الفتاتان ليغادروا قاعة الاجتماعات

مر الوقت سريعا لينتهي وقت العمل بالشركة ليغادروا كل الموظفين وتبقي هي حيث تغادر بعدهم بدقائق

« "كريمة " عملتي اي في تبرعات دار الايتام ؟ »

أنهت كلامها وهي تدخل المصعد برفقتها

«كل حاجه تمام بعتهم وبإسم والدك زي ما طلبتي »

« تمام ..كويس جدا »

في الجراج

ركبت الفتاتان السيارة معا لتقودها "كريمة "

قالت "احلام" بعد دقائق من التحرك

« روحي عند بيت الحاج "حسان " »

عقدت الأخرى حاجبيها باستغراب لكنها لم تعلق ونفذت الأمر

بعد ربع ساعة وصلت السيارة إلى حي شعبي ونظرا لضيق المكان نزلت الفتاتان من السيارة وتركوها بأول الشارع …. تقدموا حتى وصلوا إلى عمارة قديمة … صعدوا إلى الدور الثاني بعد رن جرس الباب وقفوا ثواني ليفتح الباب من قبل فتاة لم تكمل بعد عقدها الثاني ما إن رأتهم حتى ابتسمت وهي تفسح لهم لدخول …

جلسوا لتقول " احلام " بإبتسامة صافية ونبرة تملئها الحنان

« عاملة أي في كليتك يا دكتورة ؟ »

ابتسمت الفتاة قائلة

« الحمدلله كل حاجة تمام .. مفيش حاجة ناقصاني متخافيش »

هزت " احلام" رأسها وهي تنظر لها قائلة

« فين الحاج " حسان " … هو كويس ؟ »

أسرعت تقول لها

« اه كويس … هو بس مسافر زيارة لصاحبه تعبان فهو بيطمن عليه »

نظرت " احلام " في عينيها قائلة بشك

« " هدى " … إنت متأكده إنك مش ناقصك حاجة ؟ »

توترت " هدى " قليلا ولكنها قالت

« اه … متخافيش مفيش حاجة ناقصة ومش عايزة حاجة … أنا لو عايزة هقولك زي ما إنت طلبتي مني »

لم تقتنع كليا بما قالته ولكنها ابتسمت لها ومن داخلها مصرة على معرفة كل شيئ … فهي تعتبرها أختها الصغيرة ما يلزمها يجب عليها إحضاره لها .. كانت هي المشجعة لها عندما كانت في الثانوية وتحرص على أن لا ينقصها شيئ وعند دخولها كلية الطب قامت بعمل حفلة كبيرة لها … دائما ما كانت تخبر الحاج " حسان " أنها تريده أن يأتي ليسكن في مكان أرقي قليلا من ذلك المنزل القديم ولكنه كان يرفض رفضا شديدا وما كان من " هدى " إلا أن توافق على كلام والدها رافضة لدعوة " احلام " لها ….

-٢-

مر أسبوع كان مليئ بالكثير من الأعمال الخيرية لها

ذلك المبنى الذي تم إنشاؤه منذ سنة أصبح الآن كامل من كل شيء وجميع الشقق به تم تجهيزها جيدا

كان المبنى مكون من سبعة

طوابق كل طابق به أربع شقق كانت مساحة الشقق لا بأس بها بالنسبة لي أشخاص كانوا يحلمون بسقف يحميهم …. شارفت بنفسها علي تسليم الشقق للناس وكم فرح قلبها و دمعت عينيها وهي تسمع دعاء الناس لها بالخير وترى فرحتهم بوجود مأوى يحتويهم من برد الشتاء و حرارة تلك الشمس الشديدة في فصل الصيف … وكم شعرت بالسعادة وهي ترى نظرة الفرح في عيون تلك الأطفال وكأنهم امتلكوا شيئ مستحيلا بالنسبة لهم …. لم يتوقف الأمر على ذلك بل سجلت كل هؤلاء الأطفال بالمدارس ليحصلوا على التعليم بعد ما كانوا محرومين منه … وجعلت الآباء يعملوا في مصانع تابعة تركها والدك لها … والأسرة الذي توفي الأب بها جعلت الأم تعمل إن كانت قادرة وإن لم تستطع جعلت لهم مبلغ شهري مناسب لاحتياجاتهم ….

ومع ذلك يوجد الكثير من المباني لها قيد الإنشاء من أجل أن تأوي أسرة لا مأوي لها ….

بعد مراقبتها جيدا عرف كل مواعيدها ومتي ينهي تلك العملية … ولكن ما حيره هو ما الفائدة من قتل فتاة صغيرة مثلها ! … ولكنه لم يهتم أو بمعني الأصح أجبر عقله علي التوقف في التفكير بها لينهي تلك المهمة ليستلم باقي المبلغ في حسابه ….

و ها هو اليوم لتنفيذ العملية

بعد تجهيز تلك الحقيبة السوداء بكل ما يلزمها لإتمام العملية تحرك ليركب سيارته السوداء وهو يعرف وجهته تماما ….

وقفت أمام بوابة دار الايتام تنظر إلي إسمه وهي تبتسم وتتذكر جدها فهو من أنشأ ذلك دار الايتام …

تحدثت " كريمة "

« مش هندخل ؟ »

أفاقت من شرودها لتنظر لها

« اه ...يالا »

بعد فتح البوابة لهم تحركوا ليدخلوا الدار … توجهوا مباشرة نحو مديرة الدار …

« أهلا وسهلا … شرفتينا يا انسة " احلام" وإنت كمان يا " كريمة" … اتفضلوا ..»

رحبت بهم مديرة الدار ليجلسوا

تحدثت " احلام " بجدية

« إزي حضرتك … أنا جيت عشان أعرف إذا كل حاجة تمام … ومفيش حاجة ناقصة الأولاد ؟ »

تحدثت المديرة

« لا متقلقيش الأولاد مش ناقصهم اي حاجة ..لو فى سيتم إعلامك فورا »

صمتت قليلا ثم أكملت قائلة

« الأولاد بس دائما بيسئلوا عليكي عشان إنت مجيتيش لمدة أسبوعين »

ابتسمت " احلام" قائلة بحب

« وهما كمان وحشوني أوي… بس كان في أمور كتير مهمة كانت لازم تخلص … والحمد لله كل حاجة خلصت على خير …. صح هما فين ؟ »

« هما دلوقتي في الحديقة الخلفية بيلعبوا …. تقدري تشوفيهم »

هزت " احلام " رأسها موافقة … ثم نظرت إلي " كريمة " قائلة

« " كريمة"... خليكي إنت مع المديرة لإنهاء الحسابات ولو في أي حاجة مطلوبة تمام »

هزت "كريمة " رأسها موافقة

« تمام »

استأذنت " احلام " لتتركهم متجه نحو الحديقة الخلفية حيث الأطفال ….

عندما رأوها تركوا كل شيئ بيدهم يلعبوا به و ركضوا لأحتضانها … لم تتحمل اندفاعهم نحوها لتقع وهي تضحك و الأطفال فوقها يضحكون بسعادة لرؤيتها …. كل هذا كان أمامه حيث أنه كان يقف في مبنى أعلي من ذلك دار الايتام و تلك القناصة بجانبه مجهزة للقتل … استغل انشغالها بتوزيع تلك الألعاب على الأطفال ليقترب من القناصة وينظر من خلال تلك العدسة ينتظر الهدف الصحيح ولكنه تسمر بمكانه عندما تقابلت أعينه مع أعينها البنية …. التفتت هي بتلقائية نحو الأعلى فرأته ولكن لم ترى ملامحه جيدا … عندما إقترب ذلك الصغير لتلعب معه .. أخذته هي فورا وراء ظهرها تجعل جسدها درع بشري له … ولكن أيقنت أنها يجب أن تبتعد عن الأطفال فورا …. لذلك إبتعدت بسرعة عن الأطفال لتقف وحدها تنظر له بخوف و فزع ….. رأي هو كل هذا مما جعل هذا القلب يشعر و يذوب ذلك الجليد … فتاة مثلها لا تستحق الموت … قرر هو الابتعاد و بالفعل … وضع تلك القناصة مكانها بحقيبتها … وقف أمام السور ينظر لها ليجدها بمكانها تنظر نحو الأطفال بقلق وهلع كبير ثم إلتفتت إليه لتراه يقف و يضع كلتا يداه بجيب بنطاله و ينظر لها …. تبدلت نظارتها من القلق للدهشة وهي تشعر أن نظراته تخترقها ! …. إبتعد لـ يرحل و نظراتها تلحقه بحيرة …

-٣-

بعد إسبوع

لم تشأ أن تُخبر أحد بما حصل ذلك اليوم

رُبما لأنها شعرت بالخوف إن علم أنها أخبرت أحد سيقتله

أو رُبما أنها شعرت بتراجعه عن فكرة قتلها ولكن ذلك لم يمنع خوفها طيلة الأسبوع كانت دائماً ما تنظر حولها في كل مكان تذهب إليه وكل سطح مبني تكون أسفله كانت تبحث به عنه تخشي رؤية تلك القناصة مرة أخري

كل هذا جذب إنتباه " كريمة " مما جعلها تشعر بغرابة لما يحدث معها ولكن عندما تسألها

تبتسم لها قائلة

« مفيش حاجة متقلقيش »

ولكن " كريمة " لم تُصدق تلك الإبتسامة المصتنعة وفضلت الصمت وهي تُراقب تصرفتها التي يبدو عليها الخوف من كل شيئ حولها !

« " كريمة " ورق الصفقة الأخيرة جاهز ؟ »

تكلمت " احلام " وهي تنظر لها

هزت " كريمة " رأسها بنعم

« أيوة راجعت عليه … فاضل توقعيك بس »

« تمام … الصفقة دي مُهمة جداً لينا من أربحها هنكمل بقيت المباني وأنفذ وصية جدي الله يرحمه »

كانت تتحدث بسعادة وهي تتفقد ملف الصفقة ثم توقع عليه

« يالا بقي نروح معياد الخروج جه من بدري ! »

تحدثت " كريمة " وهي تنظر نحو ساعة يدها

« خلاص خلصت يالا »

أتمت " احلام " كل شيئ ثم جمعت أشيائها الخاصة لـ تُغادر المكتب برفقة " كريمة "

« إنت لغاية دلوقت منفذتش المُهمة ليه ؟ »

تحدث رجل بغضب الي الأخر الذي يجلس بأريحة ويدخن بشراهة

نظر له لـ يتحدث ببرود

« ليه…. ليه عايزنها تُموت ؟ »

« " عاصم " إحنا ملناش دعوة بالكلام ده … إحنا اللي يهمنا إن الفلوس توصلنا بعد تنفيذ كل مهمة غير كده ملناش فيه »

« المهمة دي مش هتتنفذ »

تكلم بنفس البرود

تحدث الآخر بعصبية

« قصدك مش هتتنفذ إزاي يعني ؟ »

« يعني مش هتموت … اللي زيها ميستحقش القتل »

« " عاصم " إنت اتجننت … ده مكنش إتفقنا »

« خلاص لغيتها … مش عايز فلوس »

ضحك الأخر بسخرية قائلاً

« إنت فاكر لما تلغي المهمة يبقي خلاص … تبقي غلطان هيكلف غيرك بيها وصدقني إنت هتخسر كتير »

نظر له بحدة قائلا

« اللي هيفكر يمسك المهمة دي … هيوجهني أنا …. وميهمنيش أي حاجة أنا هحميها بنفسي »

نظر الأخر له بغضب لـ يتركه ويرحل

أما هو أشعل سيجارة أخري وهو يعقد حاجبيه بتفكير

-٤-

في بيت "احلام "

تجلس علي مكتبها وأمامها اللاب الخاص بها

تُشاهد تصاميم المباني التي ستُشيد قريباً

قطع تركيزها وضع فنجان قهوة أمامها

نظرت " احلام " قائلة

« يااااا جات في وقتها شكراً »

إبتسمت لها " كريمة " التي بيدها هي أيضاً فنجان من القهوة

« أي أخبار التصاميم زي ما إنتِ عايزها ؟ »

قالتها " كريمة " بتساؤل

بعد أخذت رشفة من القهوة وضعتها مكانها ثم نظرت لها قائلة

« أيوة حلو … بس في شوية تعديلات بسيطة بلغت المهندس بيها »

هزت " كريمة " رأسها برضي قائلة

« تمام جداً »

أخذتا الفتاتان تتحدثا ببعض الصفقات الرابحة

إلا أن تم قطع الأنوار

فزعت الفتاتان لـ تقول " احلام " بخوف

« النور قطع ليه ؟ »

« مش عارفة …. أنا هروح أجيب كشاف »

ذهبت " كريمة " لـ تجلب الكشاف و أخذت " احلام " هاتفها لـ تَشغل الكشاف به ثم تحركت نحو الاخري بخوف

« خلاص لاقيته »

قالتها " كريمة " لـ تقوم بتشغيله

ولكن صوت خبط على الباب أفزعهم

نظرت " احلام " إلي الساعة في هاتفها

وجدتها الواحدة بعد منتصف الليل

قالت بغرابة

« هو مين اللي جاي دلوقتي ؟ »

« مش عارفة إستني هشوف مين »

ذهبت " كريمة " تاركة الاخري وحدها

عدي دقائق ولم تأتي مما جعلها تقلق لـ تنادي عليها

« " كريمة " …. " كريمة " هو انتِ كل ده بتفتحي الباب ! … " كريمة " »

لم تتلقي اي إجابة من الاخري

تحركت ببطئ حتي تذهب إليها ولكنها وقفت مرة أخري بعدما عاد النور

أطفئت الكشاف في هاتفها ثم تحركت نحو الباب

صرخت بهلع بعد رؤيتها لي " كريمة " مُلقي علي الأرض

إقتربت منها محاولة جعلها تَفيق ولكن لا جدوي

" مش هتقوم أصل المنوم شديد "

سمعت هذه الجملة من خلفها … إلتفت إلي الخلف ببطئ لـ تجد رجل قوي البنيه و مُلثم يرتدي الأسود

ظهر الفزع على ملامحها

« إنت مين ؟…. وعايز اي »

« مفيش فايدة من الإجابة لأنك مش هتحاجيها »

تراجعت للخلف لـ تهرب ولكنه أسرع وأمسك بها

لـ يضع منديل به مادة مُخدرة علي أنفها لـ تفقد الوعي … ثم حملها وتحرك نحو الخارج

بعدما علم من صديق له أن شخص آخر تم تكليفه بمهمة قتلها غضب بشدة لذا أخبر صديقه هذا أن يخبره بمعياد التنفيذ

كان يقوم ببعض التمارين الرياضية ولكن قطع كُل هذا هاتفه الذي يَرن

وضع الأثقال الحديدة مكانها وأخذ المنشفة لـ يجفف عرقه

جذب هاتفه وما إن علم هوية المُتصل حتي أسرع بالرد

« ألو … عملت اي »

« " عاصم " إنت لازم تتحرك بسرعة … " علاء " اللي إستلم المهمة بدالك إتحرك دلوقتي وناوي ينفذ »

لم يتهمل حتي لـ يرد عليه بل أسرع نحو غرفته لـ يرتدي ملابسه و أخذ مُسدس مليئة بالرصاص ثم توجه بأقصي سرعته نحو السيارة …

وصل ولكنه علم أنه تأخر بعدما وجد الأخر تحرك بسيارته بسرعة

ولكنه ظل ورائه وعندما وجد الفرصة قطع عليه الطريق

لـ يجعله يقف

-٥-

وصل ولكنه علم أنه تأخر بعدما وجد الأخر تحرك بسيارته بسرعة

ولكنه ظل ورائه وعندما وجد الفرصة قطع عليه الطريق

لـ يجعله يقف

نزل بُسرعة من السيارة

لـ ينزل الأخر ما إن رأه إبتسم بسخرية قائلاً

« … عايز اي مش إنت اللي رفضت المهمة »

إبتسم " عاصم " بسخرية قائلاً

« زي ما عرفت إني رفضتها أكيد عرفت إن اللي هستلمهما هيواجهني أنا … إبعد بقي عشان مش فاضي ليك بصراحة »

« غلطان المهمة دي فلوسها كتيرة و حلوة وأنا مش هخسرها … ولا إنت عجبتك المُزة … بصراحة عندك حق »

أنهي كلامه بضجك جعل الأخر يغضب بشد

كور يده على شكل قبضة ثم ضربه علي غفلة جاعلاً جسد الأخر يترنح

إعتدال الأخر في وقفته لـ يقول

« الظاهر إن عندي حق … بس برضه مش هتاخدها »

أنهي كلامه لـ يحاول ضربه ولكنه تفداها بمهارة

ظل القتال قائم بينهم بعنف ولكن لـ مهارت " عاصم" القتالية إستطاع التغلب عليه لـ يجعله طريحاً علي الأرض

أمسك " عاصم " يده وملامحه إنكمشت من الوجع ولكنه تحامل علي نفسه لـ يتحرك نحو السيارة التي هي بها

فتحها الباب و وقف ينظر لها وكأنه يتأكد من سلامتها ثم إقترب لـ يحملها

حملها ثم تحرك مرة أخري نحو سيارته لـ يضعها بالخلف ثم تحرك نحو مقعد السائق لـ يُشغل السيارة و يُغادر

( خبر عاجل تم إيجاد سيارة صاحبة سلسلة شركات asb جروب مُحترقة ومن كان بداخلها أيضاً )

أقفل التلفاز لـ يمسك هاتفه

ضغط علي بعض الأرقام ثم وضعه علي إذنه

« هاا نفدت كل اللي طلبته ! »

« طبعا … إنت مشوفتش الخبر ولا أي »

« لأ شوفته …. بس خالي عينيك عليه لحد ما نبدأ في الخطة الجديدة »

« متخفش كل تحركاته عارفها …. صح صاحبتها عايزة تشوفها و تطمن عليها »

« قولها إنها كويسة لما تفوق هخليها تكلمها … بس هي مش هتظهر الأيام دي خالص »

أنهي حديثه لـ يغلق الهاتف

نظر نحو نهاية السلم وهو يعقد حاجبيه بتفكير

تحدث مع نفسه قائلاً

« هي كل ده مافقتش ! »

تحرك بخطوات ثابتة نحو الأعلي

تحرك في ذلك الممر المليئ بالغرف لـ يقف أمام غرفة بابها باللون الأزرق

فتح الباب لـ يدخل و نظر نحو الفراش لم يجد لها أثر

تحرك لـ يلتفت بسرعة بعد أن شعر بخطوات مُرتجفة وراءه

أمسك يدها التي كانت تُمسك بعصا كبيرة كانت تستعد لـ تضربه بها

أحكم قبضته عليها لـ ينزع العصا من يدها

ثم حملها بخفة لـ يجعلها تجلس علي الفراش

نظرت له بخوف

لـ ينظر نحو العصا ثم لها قائلاً

« جبتيها منين دي ؟ »

تكلمت بخوف قائلة

« من البلكونة ….. إنت خاطفني ليه ! »

لم يرد عليها

تحرك نحو الشرفة لـ يضع العصا مكانها واقفل الشرفة بإحكام

إتجه نحو الباب و قبل أن يخرج قال

« إنزلي عشان تفطري »

خرج هو لـ تنظر نحو الباب بحيرة و خوف

كان هو جالس ينتظرها أمام طاولة الطعام

و هو يفكر بالقادم ، دقائق لـ يسمع صوت قدمها علي درجات السلم كانت تنزل ببطئ وهي تتفحص المكان من حولها ، إلا أن وقع نظرها عليه ينظر لها ببرود لـ تبادله نظرات قوية فقد قررت أن تتملك الشجاعة حتي تخرج من هنا ، اقتربت من الطاولة لـ تجد عليها الفطور بينما أمامه هو لا يوجد غير فنجان يتصاعد من الدخان

جلست بعيدة عنه وهي تنظر له بنظرات حارقة قائلة

« إنت مين ؟ … وأنا بعمل اي هنا ؟ »

« مش لازم تعرفي …. علي الأقل دلوقتي »

قالها ببرود جعلها تشعر بنيران تشتعل بها من الغيظ

« يعني مش لازم أعرف …. هفضل هنا كتير ولا أي … أنا لازم أمشي أنا ورايا مسئوليات »

قالتها وهي تنظر له بغضب عارم

لم تتغير نظرات البرود وقال

« عارف مسئولياتك كويس … بس ده لـ مصلحتك إنتِ … هتعرفي كل حاجة بس مش دلوقتي و ياريت متسأليش تاني »

أنهي كلامه لـ ينهض و تحرك نحو الأعلي بينما هي تنظر في أثره بغيظ و غضب وهي تُفكر كيف تخرج من هنا

نظرت حولها إلي أن وقع نظرها علي باب المنزل ، هي تعرف أنه بالتأكيد مُغلق فهو لن يتركه لها ولكن بصيص من الأمل جعلها تقترب منه لـ تُحاول فتحه و لكن لا جدوي من ذلك ….

-٦-

مر بالفعل اربعة أيام علي و جدوها هنا معه ، في كل ثانية من كل ساعات تلك الأيام كانت تُحاول الهرب منه ، ولكنها تفشل ، كانت تقضي أيامها تلك تنظر نحو الخارج من شرفة غرفتها الجديدة و كما توقعت فقد إبتعد بها عن المدينة فقد كانت تري أرض خضراء واسعة و ذلك الطريق الذي سيارات قليلة كانت تراها و كم تمنت أن تكون بواحدة بهم و تهرب من هنا ، هو لم يؤذيها أبداً ولكنها لا تريد البقاء فهي فتاة يقع علي عاتقها مسؤوليات كثيرة ، تريد أن تطمئن أن تلك العمارات مازالت قيد الإنشاء من أجل هؤلاء الناس المساكين ، تريد أن تطمئن أنهم بخير و يأخذون حقوقهم كاملة ، و كم إشتاقت إلي أطفال دار الايتام و رغم أنهم اربعة أيام فقط إلا أنها تشعر أنهم أكثر فقد تم قطع كل إتصالاتها بهم ، تشعر بشعور بسئ أن كل شيئ تدهور في غيابها

عند هذا التفكير إحتدت عينيها وهي تُقسم علي أنها ستخرج من هنا اليوم قبل الغد

لمحته من الشرفة فقد جاء بعد أن خرج منذ الصباح الباكر لـ تبتسم بخبث بعد أن جاءت فكرة للهروب ستُنفذها بلا شك

إقتربت من باب غرفتها لـ تقف وراءه وضعت إذنها علي الباب لـ تسمع صوت خطواته تقترب إلي أن وقفت ثواني لـ تسمع صوت فتح باب غرفته

إنتظرت دقائق لـ تأخذ شهيق قوي ثم زفير وهي تُشجع نفسها ، فتحت الباب ببطء لـ تقترب من غرفته لـ تجد بابها مفتوح ، إقتربت أكثر لـ تبحث عنه في الغرفة و لكنها لم تجده ، إبتسمت عندما سمعت صوت الماء بحمام غرفته لـ تعلم أنه يستحم ، أسرعت في الدخول لـ تبحث عن مفاتيح سيارته و مفاتيح باب المنزل لـ تجد الأثنان معاَ علي التسريحة

ظهر الفرح علي وجهها وهي تنظر لهم بيدها ، لـ تتحرك بسرعة نحو الخارج

خرجت من المنزل ثم إقتربت من السيارة وعندما سمعت صوت المحرك إبتسمت بإنتصار لـ تتحرك مُبتعدة عن المكان قبل أن يكتشف هروبها ….

عند وصولها إلي المدينة كان قد حل الليل

ولكن لم تصل بعد إلي منزلها ، وقفت السيارة منها بعد أن فرغت من البنزين لـ تتذمر و تضرب مقود السيارة من الغيظ ، نظرت للخارج لـ تجد نفسها بمكان شعبي ولكن هي تعرفه جيدا ، ظهر الأمل لها ، فهي قريبة جداً من بيت الحاج " حسان " لذا قررت أن تُكمل الطريق مشي

خرجت من السيارة لـ تُغلقها جيداً فهي في النهاية ليست لها

تنهدت بتعب لـ تتحرك نحو وجهتها

-٧-

بعد أن وصلت البناية القديمة قررت الصعود و ما إن تحركت خطوة وقفت عندما سمعت صوت صراخ و صوت إنوثي يبكي بحرقة

كان الصوت يأتي من شقة بالدور الارضي ، ثواني حتي فُتح الباب لـ يخرج منها رجل يحمل كل معالم القسوة بوجهه لـ يرمي بتلك الفتاة أرضاً بعد أن كان يمسك ذراعها بقسوة

تكلم هو بحدة و صوت غليظ

« خلاص مش عايز أشوفك هنا تاني … هعمل بيكي اي بعد اللي حصلكي محدش بقي قادر يبص في وشك ولا أنا مبقتش عايز أشوفك … إنت مبقاش ليكي لازمة بعد ما بقتي مشوهة … غوري من وشي »

ترك الفتاة وحدها علي الأرض تبكي بقهر لما حصل لها

كانت " احلام " تقف وهي تنظر لها بحزن و شفقة لما رأته إلا الأن لم ترا وجهها فقد كانت تبكي وهي تنظر نحو الأرض

إقتربت منها " احلام " ببطء وهي تتكلم بخفوت حتي لا تفزع منها

« إنتِ كويسة ؟ »

إنتفض جسد الفتاة و توقفت عن البكاء لـ تتلفت ببطء إليها

شهقت احلام و إتسعت عينيها بعد رؤية تشوه معالم وجهها ولكنها جاهدت نفسها حتي لا تُظهر دهشتها منها و حتي لا تشعر أنها تنفر منها

« هو ده يبقي مين ؟ … طب إنتِ ليكي حد تروحي عنده … مينفعش تعقدي في الشارع »

نظرت لها الفتاة بعيون مجروحة و حزينة لـ تتكلم بسخرية

« ومين هيقرب مني بعد اللي حصل في وشي … أنا دلوقتي الكل بقي يهرب مني و بيقرفوا يبصوا في وشي … مبقتش فارقة لو قعدت في الشارع »

نظرت لها بحزن لـ تقترب أكثر منها قائلة

« متقوليش كده … كل ده هيتعالج و ترجعي زي الأول أهم حاجة متفقديش ثقتك بنفسك إنتِ اللي بتخليهم يهونوكي كل الحصل ده مش بإيدك »

« أنا مش معايا حتي أجيب أكل ليا .. هتعالج إزاي ؟ »

تكلمت الفتاة بقلة حيلة

إبتسمت لها قائلة

« أنا هساعدك »

شكرتها قائلة

« لأ شكرا ليكي بس أنا مش هقدر أقبل منك فلوس لـ مجرد الشفقة وأنا مش هقدر أرضها ليكي »

« أنا عايزة أساعدك ودي مش شفقة و يا ستي إنتِ هتتعالجي بفلوسك إنت »

« بفلوسي أنا إزاي ! »

« بصي .. إنت الأول معاكي شهادة ؟ … وتعرفي لغات ؟ »

« أيوة أنا خريجة حسابات و معلومات وكنت شغالة في شركة بس دلوقتي لأ »

« طب حلو أوي … بصي الأول إنتِ هتتعيني في شركتي و قبل ما تبدأي شغل هتتعالجي و لما إن شاء الله ترجعي زي الأول … تشتغلي ويبقي كده إنتِ عالجتي نفسك بفلوسك … هاا أي رأيك ؟ »

بكت الفتاة من الفرحة وهي تحرك رأسها موافقة قائلة

« أنا مش عارفة أشكرك إزاي … إنتِ جيتلي من السما بعد ما خلاص فقدت الأمل »

« الأمل دايماً موجود … ودلوقتي إنتِ إسمك أي ؟ »

« إسمي … " ناهد " »

« تشرفنا …. أنا إسمي " احلام" »

إبتسمت " ناهد " قائلة

« فعلاً إسم علي مُسمي …احلام.. هو إنتِ جاية لحد هنا ؟ »

ضربت " احلام " رأسها بخفة قائلة

« اه صح فكرتيني أنا جاية هنا للحاج " حسان " …. بصي خليكي هنا متمشيش وأنا هطلع أخلص اللي جاية عشانه وهنزل علي طول … أوعي تتحركي »

نبهتها " احلام " جيداً بعدم رحيلها ثم تحركت نحو شقة الحاج " حسان "

- ٨-

بعد أن رنت جرس المنزل وقفت تنتظر ، إلا أن فُتح الباب ، كانت "احلام" تقف وهي تبتسم إليها ولكن " هدى " قابلتها بوجه مفزوع و يبدو كأنه رأي شبح !

« في مالك إنتِ شوفتي عفريت ولا اي ! »

تكلمت " احلام " بإستغراب

ردت " هدى " بخوف

« بسم الله الرحمن الرحيم …. " احلام " إنتِ إزاي واقفة قدامي … لا أكيد بحلم »

« " هدى " مالك بتبصيلي كده ليه ! … هو فين الحاج " حسان " ؟ »

تجاهلت حديثها قائلة

« إنتِ إزاي واقفة قدامي … إنتِ ميته »

إتسعت عينيها بدهشة … كيف تخبرها أنها ميته وهي تقف أمامها و تُحدثها

« أنا عايشة يا " هدى " …. ميتة إزاي وأنا بكلمك كده … مش هتدخليني ! »

« مين علي الباب يا " هدى " ؟»

ظلت " هدى " تنظر نحو " احلام " بذهول قائلة

« مش عارفة أقولك اي يا بابا … بس رحمة واقفة قدامي و عايشة ! »

إقترب الحاج " حسان " من الباب بسرعة

لـ ينظر نحوها بذهول قائلاً

« احلام »

« أخيراً صدقتوا إني عايشة …. إزاي إنتوا فاكرين إني ميته … كل ده عشان غبت أيام ! »

« مش إحنا بس يا " احلام " … ده كل اللي يعرفك عارفين كده »

قالها الحاج " حسان "

شعرت هي بالحيرة و الصدمة لما سمعته … كيف وهي حية تُرزق يخبروها بأنها ميته !

« هو أي اللي حصل في غيابي ؟ »

تحدثت هي بتساؤل لعلها تجد إجابة

تنهد الحاج " حسان " قائلاً

« من ستة أيام لقو عربيتك مُحترقة بأكملها و كان المفروض إنهم لقوا جثتك فيها …. بس كل ده طلع كدب ! »

« أنا عايزة تلفون … لازم أكلم " كريمة " »

بعد أن هاتفت " كريمة "

التي علمت بهروبها من " عاصم " وظلت منتظرة إتصالها ذلك منذ فترة

وعندما فعلت ، أمطارتها بأسئلتها وهي تُعبر عن قلقلها الشديد عليها

بعد أن أنهت المُكالمة معها ، قررت النزول حيث تجلس " ناهد " منتظرة إيها بالدور الارضي

عندما وجدتها جالسة تنظر نحو الأرض هائمة بأفكارها

جلست بجانبها ، وعندما شعرت " ناهد " بها نظرت لها بصمت ، حاولت " احلام " التخفيف قليلا معها لتتكلم معها بعدة مواضيع عشوائية حتي تصل " كريمة "

-٩-

بعد دقائق سمعت صوت سيارة لتنظر نحو بوابة العمارة لـ تجد سيارة سوداء دقائق لـ تنزل منها " كريمة "

تقدمت منها بقلق ، لم تهتم أو بالأصح لم ترا تلك الفتاة التي تجلس بجانبها ، فكل ما يهمها صديقتها و تسرعها الذي سيؤدي إلى فشل كل شيئ تم التخطيط له

تحدثت معاتبة و نظرات قلقة

« إنتِ هربتي ليه ؟…. مكانش المفروض ترجعي دلوقتي خالص »

تجاهلت " احلام " كلامها لـ تلتفت نحو " ناهد " قائلة

« " ناهد " …. روحي إنتِ و إركبي العربية و أنا هحصلك »

هزت " ناهد " رأسها موافقة ثم ذهبت بهدوء تحت أنظار " كريمة " التي الأن لاحظت وجودها

إلتفت " كريمة " ناظرة إلي " احلام " قائلة

« مين دي ؟ »

بعد أن تأكدت " احلام " أنها صعدت بالسيارة ، نظرت نحو " كريمة " وقد إحتدت نظرتها لـ تُعبر عن غضبها

تحدثت بسخرية قائلة

« أظن إن المفروض اللي يسأل هنا هو أنا ! … ولا اي ؟ »

إرتبكت هي من غضبها لـ تقول بتوتر

« " احلام " … إنتِ فاهمة غلط أنا هفمك … »

رفعت " احلام " يدها مقاطعة حديثها قائلة

« مش هنا … ده حديث يطول شرحه يالا نمشي دلوقتي »

لم تنتظرها لـ تتحرك صاعدة بالسيارة جالسة بالخلف مع " ناهد "

دخلت " احلام " المنزل بصحبة " ناهد " تأخذها إلي أحد الغرف التي ستقيم بها مؤقتا

« دي أوضتك .. هبعت العشاء ليكي و ياريت ترتاحي و لو عايزة أي حاجة عرفيني … إتفقنا ؟ »

إلتفت لها " ناهد " قائلة وهي تبتسم

« إتفقنا »

خرجت هي من الحمام وهي تُجفف شعرها وقد شعرت بإرستخاء عضلات جسدها بعد ذلك الحمام الدافئ و المنعش لها

جلست علي مقعد أمام التسريحة لـ تُمشط خصلات شعرها ببطء إلي أن سمعت ضوضاء بالخارج و صوت رجولي هي تعرفه جيداً

عقدت حاجبيها بغضب لـ تربط شعرها بإهمال ثم ذهبت نحو الخزانة و ارتدت أول ما وقع عليه عينيها

ثم ذهبت نحو الأسفل

كانت تنزل ببرود غير عابئة لذلك الغاضب والذي نظر نحوها بعين حمراء تعكس غضبه

عقدت هي زراعها قائلة

« إنت بتعمل أي هنا … أظن إن ده مش وقت زيارات أبداً »

تلك السخرية بكلامها جعلته يزداد غضباً فوق غضبه

قال هو

« إنت إزاي تهربي …. إنت فعلا غبية وهتبوظي كل حاجة »

وضعت يدها بعصبية علي درابزين السلم قائلة بغضب

« إحترم نفسك … إنت مين عشان تتكلم معايا كده .. هو أنا هربت من النعيم يعني … إنت كنت خاطفني »

ظلت تلك الأحاديث بينهم إلي أن قررت " كريمة " التدخل قائلة

« خلاص كفاية …. " احلام" تعالي نروح المكتب و أنا هفهمك كل حاجة هناك »

نظرت لها بحده ثم رضخت لأمر و تحركت نحو غرفة المكتب حتي تعرف كل ما حدث من ورائها و حقيقة موتها المُزيف !

-١٠-

« يعني اي !... إنتوا عايزين تفهموني إن العم" صالح " اللي هو صديق والدى عايز يموتني ! .. طب ليه ؟ »

تحدثت " احلام " بذهول غير مستوعبة ما سمعته الأن من شرح لما يحدث

« ابوك قبل ما يموت كشف حقيقته عشان كده مكتبش اي جزء من ثروته لي او حتي أمر إنه يكون رئيس الشركة … لا ده كتب كل حاجة بإسمك وإنك تكوني رئيسة الشركة مش هو … هو ده اللي والدك لحق يعمله قبل ما يموت و ملحقش يكشف حقيقته ليكي »

تحدثت " كريمة " تُكمل ما بدأته من شرح وهي تري نظرات الصدمة بعين " احلام" ولكن كل شيئ كُشف لهم ويجب محاسبة ذلك الرجل

« إنتوا عرفتوا منين كل ده ؟ »

سألت هي و ما زال لديها تساؤلات لا تنتهي

« من شهرين بدأت أتابع حسابات الشركة بنفسي و اكتشفت إن الورق اللي كنا بنراجعه مكنش الورق الحقيقي ده كان تضليل لينا و الأوراق الحقيقة الحسابات فيها مختلفة خالص ، فقررت إني أشوف حسابات الشهور اللى فاتت

 ولاقتها نفس الكلام … كلها بتدل علي إن في تلاعب كبير بالحسابات إنت متعرفيش عنها حاجة …. و اكتشفت إن العم " صالح " هو اللي وراه كل الغش ده … اه و الكلام ده برضه كان بيحصل لما جدك كان عايش »

صمتت وهي تنظر نحوهم و كأنها تتحاور معهم في إخبارها بشيء

« طب اي علاقة كل ده بي إنه كان خاطفني ! »

قالتها " احلام " وهي تنظر له بغضب و هو يبدلها ذات النظرات

كادت أن تتكلم " كريمة " لكن " عاصم "

اوقفها بإشارة من يده و تكلم هو

« أولا ده ميعتبرش خطف لأنه كان في مصلحتك »

سكت وهو بتأمل نظرات الحيرة بعينها لـ يكمل قائلاً

« " صالح " إتفق مع شخص إنه يقتلك وأنا انقذتك منه … إنت كده بتديني ليا علي فكرة »

أنهي كلامه بسخرية و تلك الإبتسامة الجانبية تعلو شفتاه الغليظة

« هي وصلت للقتل ! »

« هو مستعد يعمل اي حاجة في سبيل إن الشركة تبقي ليه و محدش يسأله و يقوله إنت بتعمل أي ! »

صمتت هي تنظر نحو نقطة وهمية وهي تُفكر بعمق ، الأن اتضح كل شيئ و سبب تغير حياتها خلال تلك الأيام السابقة و خبر موتها الكاذب

ولكن هي لا تُريد الاختفاء وتريد الظهور و الإنتقام بنفسها

خبر موتها هو العائق الأن و هو الشيء الوحيد الذي لم يعحبها في خطتهم

هي قررت وانتهي الأمر سوف تظهر و تكذب خبر موتها

« " احلام " … سرحانة في اي ؟ »

تحدثت "كريمة " متسائلة لـ تنظر لها قائلة

« أبداً بفكر في المصيبة اللي انتوا حطتوني فيها … إنت مقلتوش حاجة غير خبر الموت ! »

تحدثت بسخرية وهي تنظر نحوهم جميعاً

« تصدقي إن إحنا غلطنا فعلاً …. كان المفروض اسيبك تموتي بجد …. ده بدل ما تُشكرينا ! »

تحدث " عاصم " بغضب و هو ينظر لها بغيظ لـ سخريتها منهم

« كان نفسي أشكرك بس للأسف الخطة معجبتنيش »

تحدثت وهي تبتسم بسخرية مما جعله يصل إلى أقصي درجات غضبه … قام بعنف مما جعل المقعد يقع خلفه ونظر لها بعيون حمراء غاضبة ثم رحل

نظرا " كريمة " و " علاء " إلي بعض بعد خروجه فقام هو لـ يتبع صديقه و " كريمة " تتبعه بعينيها بهدوء ، ثم نظرت إلي " احلام " التي كانت تمسك رأسها بكلتا يدها وهي تتذمر بخفوت ……

 -١١-

جالسة تنتظر الطبيبة حتي تنتهي من رؤية تشوه وجه " ناهد"

مرت ربع ساعة لـ تأتي الطبيبة ولكن " ناهد " ليست معها

« هاااا يا دكتور في أمل صح ؟ »

تحدثت " احلام " بلهفة فهي تريد و بشدة مساعدتها

إبتسمت لها الطبيبة وهي تعدل من وضع نظارتها قائلة

« طبعاً في أمل التشوه مش صعب و مش كبير…. و الموضوع محتاج عملية واحدة »

« طب حلو جداً ….. هتبقي أمتي ؟ »

خرجت " احلام " بصحبة " ناهد " التي تبتسم بسعادة بسبب علمها أنها ستتخلص من ذلك التشوه قريباً ، قررت " احلام" التسوق قليلاً من أجل شراء ملابس إلي " ناهد " ، وقد حرصت علي إخفاء معالم وجهها بكاب و نظارة شمس كبيرة ، لما تحتاج إخفاء هويتها عن الطبيبة لأن تلك الطبيبة تقضي فترة قصيرة في تلك العيادة ثم تسافر إلي ألمانيا لذلك هي لا تعرف اي شيئ عن هوية "احلام " أو أنها تكون سيدة أعمال …

بعد الإنتهاء من التسوق عادتا الفتاتان إلي المنزل وهم يضحكون بمرح تحت أنظار " كريمة

 " التي تنظر إلي " ناهد " بغيرة فهي تعتقد أنها تأخذ " احلام " منها و لكن عند رؤية ذلك التشوه بوجهها تتبدل الغيرة و تحل محلها الشفقة

صعدت " احلام " نحو غرفتها متجاهلة تواجد " كريمة " مما جعل الأخيرة تشعر بالحزن

رمت بثقل جسدها علي الفراش لـ تنظر نحو السقف بشرود تُفكر كيف تظهر من جديد و كيف تبدأ خطتها ، إعتدلت لـ تقف و تتوجه نحو التسريحة جلست علي ذلك المقعد وهي تنظر نحو إنعاكسها في المرآة ، وضعت يدها علي وجهها وهي تلمس بشرتها برفق إلي أن إتسعت عينيها فقد وجدتها … الأن عرفت كيف سوف تظهر للجميع !

تحركت بسرعة نحو هاتفها لـ تضغط على بعض الأرقام ثم وضعته علي إذنها تنتظر الرد

وما إن جاءها الرد تحدثت بعين جامدة و نبرة حادة قائلة

« الخبر ده يظهر بكرة في كل مكان

سيدة الأعمال " احلام الشافعي " مازالت علي قيد الحياة ! »

-١٢-

إقتحم المنزل بقوة وهو غاضب فقد فعلت كما أردت و لم تعبئ لهم

« هي فين الهانم اللي عملت اللي في دماغها برضه و هتبوظ كل حاجة بعندها »

تحدث بصوت عالي

جاءت عليه " كريمة " التي تقبلت الخبر بصدمة

« إهدي هي أكيد عارفة هي بتعمل اي »

تحدث بها صديقه " علاء " حتي يجعله يهدأ قليلا ولكن مازلت ثورته قائمة و ستشعل ذلك المنزل بقوة

« تقولنا قبل ما تنشر الخبر في كل مكان وإحنا منعرفش حاجة …. هي فين ؟ »

تحدث أخر جملة وهو ينظر نحو " كريمة "

نفت هي برأسها قائلة

« معرفش من الصبح مُختفية ! »

« بتدوروا عليا ؟ … ليه هو أنا عيلة هتوه »

جأهم صوتها الساخر من باب المنزل

إلتفت الجميع لها و وعلي وجههم الصدمة مما رأو !

شهقت " كريمة " بذهول لما تراه بوجهها

إقتربت بسرعة قائلة بقلق

« احلام أي اللي حصلك … اي اللي في وشك ده ! »

ضحكت الأخيرة قائلة

« تشوه … مش عربيتي و لعت و كنت فيها بس مموتش لأ … إتشوهت بس … و ده اللي هيتقال للكل »

تراجعت " كريمة " للخلف بزهول تشعر أنها تقف أمام واحدة أخري غير التي تعرفها

« " احلام " … ليه بتعملي كل ده … كنا إحنا نقدر نحل الموضوع و نكشف الحقيقة »

تحدثت " كريمة " بحزن وهي تنظر نحو صديقتها

نظرت لها " احلام " بنظره تُعبر عن غضبها و تحدثت قائلة

« عشان أنا مش ضعيفة !.... انتوا كلكوا اتصرفتوا من نفسكوا من غير ما ترجعوا ليا … أنا بقي عملت كده زعلانين ليه بقي ! »

« إنتِ مجنونة … الموضوع مكنش عايز كل العناد ده منك »

تحدث " عاصم" بعصبية و عروق رقبته البارزة من غضبه

نظرت له وهي تبتسم بشراسة و عدائية قائلة بنبرة حادة

« إنت مين أصلاً عشان تتدخل في حياتي هاا … أقولك أنا إنت مين ؟ …. إنت مُجرد قاتل بيقبض ثمن الأرواح اللي بيقتلها … اي الصدمة اللي في عينيك دي .. كنت فاكر مش هعرف … إنت اللي كنت موجه السلاح ليا و كنت عايز تقتلني … بس الظاهر شفقة عليا و قررت تحميني ! … بس لأ و أنا بقولك أهو … أنا أقدر أحمي نفسي كويس و مش عايزة أي مُساعدة من واحد قاتل زيك … ومن اللحظة دي إنت تُخرج من حياتي نهائي »

أنهت كلامها وهي تنظر له نظرة كره ثم تحركت نحو غرفتها

بينما " كريمة " تقف مدهوشة لما سمعت فهي لم تكن تعلم أنه قاتل

أحس هو بألم شديد في قلبه أثر كلامها هذا … فهو لم يتمني ابداً أن تعرف شيئ عن تلك المهنة التي بات يكرها

وقفت أمام المرآة و هي تتحس وجهها بعدما تم إضافات لمسات مُحترفة من الجلد الاصطناعي و بعد الميك أب لـ يبدو و كأنه مشوه حقاً

كانت نظراتها تحمل الحقد و قلبها هو مصدره

فلقد إكتشفت أن " صالح " قام بإخراج كل سكان المباني التي تم تشيدها لهم و هو الأن يقوم بعرضها للبيع و ليس هذا فقط بل قام بطردهم من المصانع دون أي تعويض ولا شفقة بحالهم

إبتسمت بثقة علي علي ستفعله اليوم به

فقد حان الوقت لـ تظهر بعد معرفة خبر أنها علي قيد الحياة ولكن هذه المرة عادت بشكل مُختلف عادت قوية و ستنتقم لهم ولها

-١٣-

الشركة جميعها تنظر لها بصدمة و دهشة و حزن لما حصل لها و أنها مازالت علي قيد الحياة !

كان عندما يرها اي شخص كان يلقي التحية لها بدهشة

لم تهتم هي أبداً بنظرات الشفقة بعنيهم و كانت تلقي التحية عليهم في برود وهي تتحرك بثقة نحو مكتبها فهي تعلم أنها ستراه هناك

بعد إقتحامها للمكتب

وقف الجميع بدهشة لـ رؤيتها و خاصة " صالح " الذي صُدم حقاً بقدومها

إبتسمت وهي تتقدم نحو مكتبها لـ تنظر بعينه بقوة قائلة بنبرة تبث بها قوتها

« أعتقد كفاية أوي كده في مكتبي أنا جيت خلاص وكل واحد يرجع لـ مكانه الأصلي …. عايزة أقعد علي مكتبي … من فضلك »

أنهت كلامها بسخرية

ولكن هو لا يملك شيئاً غير أن يُنفذ كلامها ، قام هو لـ يبتعد عن المكتب تاركاً المكان لها

جلست هي وهي تشعر بالراحة فقد عادت مرة أخري إلي شركتها

« يااااا وحشني أوي مكتبي … مالكم مصدومين كده ليه ؟ انتوا مش فرحانين إني عايشة ولا أي … صح اي الإجتماع السري ده لأ وكمان في مكتبي … أقدر أعرف كان ليه ؟ »

كانت تتحدث وهي تنقل نظرها بين الجميع فتحدث أحدهم قائلاً

« بصراحة يا انسة " احلام "... كنا بنتشاور في المباني التي قيد الإنشاء وإنها هتتباع للمسؤولين كبار »

وضعت هي يدها علي المكتب لـ تسند رأسها علي يدها قائلة بهدوء

« امممممم .. تقريباً كده أنا بعمل المباني دي عشان الناس المساكين و الغلابة عشان احميهم من الشارع و أحمي ولادهم …. لأ بس شكلكوا عندكوا رأي تاني خالص »

هدأت قليلا ولا يسمع شيئ غير صوت تنفسم المتوتر

نظرت لهم بعين حادة غاضبة لـ تتحدث بنبرة عالية قائلة

« يعني أنا عملت المباني دول عشان حاجة معينة وانتوا في الآخر تخالفوا رأي ! … مش معني إني لما أموت يبقي تتصرفوا في ممتلكاتي زي ما انتوا عايزين … لأ المباني دي معمولة عشانهم و هتفضل ليهم سواء أنا عايشة أو ميتة… و كل واحد كان مسئول عن طرد الناس من بيوتها و المصانع هيتجازي … و أولهم إنت يا " صالح " …. و دلوقتي الناس اللي إطردت دي هترجعوها تاني و هتدفعلهم تعويض عن اللي حصلهم و من جبكم و العقود اللي إكتبت عشان بيع المباني هتتفسخ … و لو لقيت حاجة من اللي قولتها دي متنفذتش هصدقوني عقابوا هيبقي كبير أوي عندي … ومش بعيد يكون نهايته الطرد ! »

تراجعت بظهرها لظهر المقعد لـ تتحدث بصرامة

« حسابات الشركة في الفترة الاخيرة اللي غبت فيها تكون عندي …. و دلوقتي كل واحد علي مكتبه … اه صح … مخصوم منكوا شهرين وامال مين اللي هيدفغ التعويض للناس الغلابة دي ! »

خرج الجميع بفم مُغلق فقد انتهي النقاش و هذا عقابهم علي ما فعلوه بهؤلاء الناس المساكين

بينما هي بعد خروجهم اغمضت عينيها براحة و هي تبتسم برضا لما فعلته

-١٤-

« تقدري حضرتك تشرحِ لينا الأخبار المزيفة عن موتك و اي سببها »

تحدثت المذيعة برسمية وهي تمسك بعض الأوراق و تنظر نحوها تتنظر الإجابة

تحدثت " احلام " بهدوء و ثبات قائلة

« أنا فعلاً كنت بموت وهما إفتكروا كده … بس إتكتبلي عُمر جديد … وقررت إنهم يخبوا إن لسه عايشة علي الأقل لـ حد ما اتعود علي اللي حصل ليا بسبب الحريق … بس في مشاكل ظهرت في شركتي خلتني أفكر من جديد و أرجع عشان كل اللي إتبني في سنينن و صاحب الشركة الأول اللي هو جدي تعبه يروح علي الفاضي .. من هنا قررت أتغلب علي ضعفي و أظهر بشكلي و وشي المشوه بدرجة كبيرة ! »

عادت تسئل المذيعة قائلة

« مفكرتيش تجري عملية تجميل ؟ »

إبتسمت بخفة قائلة

« فكرت …. بس نسبة الشفاء قليلة و أنا قررت إني أعيش كده… علي الأقل فترة »

أغلقت شاشة التلفاز بعدما شاهدة لقائها علي إحدي قنوات الفضائية تشرح عودتها بعد إذاعة خبر موتها

إبتسمت بسعادة فقد نجحت في بداية خطتها و التي كانت الظهور للناس بشكلها الجديد

كانت " كريمة " تجلس بعيد عنها تنظر لها بهدوء دون حديث و لكن عينيها الحزينة تفضحها أمرها و هي يبدو عليها الحزن لما وصلت صدقتها مع " احلام "

هذا لأنها إلي الأن لا تدرك أنها فعلت كل هذا لـ حمايتها فقط

ضمت شفتها بعبوس بعدما جاءت ناهد تلك الفتاة التي تكلفت " احلام " بعمليتها لـ يعود وجهها من جديد

ومنذ ذلك الحين و أصبحت صدقتها قوية مع " احلام "

ظلت تنظر لهم بغضب و حزن وهما يتحدثان معاً و هي يتم تجاهلها تماماً

كانت بمكتبها تُطالع أوراق مهة بإهتمام إلي أن قطع تركيزها دخول " كريمة " المفاجئ

« " احلام " في مشكلة كبيرة …. المبلغ اللي راح دار الايتام كان أقل من نص قيمته و ده سبب ضرر كبير هناك لـ شراء مُستلزمات للأطفال »

تحدثت " كريمة " بسرعة و صوت عالي نسبياً

نظرت لها " احلام " بدهشة لما تقول !

تحدثت بشك

« مش إنتِ المسئولة عن توصيل المبلغ كامل ؟ .. يبقي الكلام ده حصل إزاي ! »

فركت " كريمة " يدها بتوتر قائلة بخفوت

« إنتِ عارفة إن في الوقت اللي غبتي في كان ميعاد إرسال المبلغ …. بس الأستاذ " صالح " هو اللي رفض إني أوصله و قال إن هو هيبعته »

كانت " احلام " تتابع كلامها بهدوء و لكنها قامت من مكانها و صرخت قائلة

« إزاي مقولتيش ليا اللي حصل ده … و إزاي سلمتيه المسئولية دي »

« غصب عني هو كان ماسك إدارة الشركة في الفترة دي و أنا معرفتش أعمل حاجة »

كانت تحاول أن تُبرر موقفها ولكن ذلك لم ينجح معها

بل تحدثت " احلام " بحدة قائلة

« الفلوس دي ملهاش علاقة بالشركة عشان هو اللي يتصرف … دي مسئولية كبيرة علينا … أنا هعرف شغلي معاه لغاية هنا و كفاية »

أنهت كلامها لـ تتحرك من خلف مكتبها نحو الخارج و عيونها تحمل الغضب لـ تخرج " كريمة " ورائها بسرعة

-١٥-

وبالتحديد نحو مكتب رئيس مجلس الإدارة لـ الشركة

كانت وجهتها

ما إن رأتها السكرتيرة لم تستطع إيقافها بسبب غضبها الكبير هذا عندما كادت أن تُخبرها أنه لديه إجتماع مع بعض الأشخاص

بعنف فتحت الباب علي مصراعيه لـ بفزع من بداخل

وقفت تنظر إليهم واحد واحد وكانوا نفس الأشخاص من الإجتماع السابق .. ضحكت قائلة

« اي ده ! …. هو انتوا إجتماعتكوا مبتخلصش ؟ … بس اللي اعرفه إن وراها مُصيبة »

كانت تتحدث بسخرية

نظر لها " صالح " قائلاً بعصبية

« مش معني إنك رئيسة الشركة يبقي تدخلي كده من غير إذن و علي غفلة »

رفعت حاحبيها قائلة

« إنت قولتها رئيسة الشركة …. يبقي براحتي … خصوصاً لما تكون الشركة فيها ناس بتنهب في الأموال و محترموش الأمانة اللي في إيدهم »

قال هو بتوتر

« قصدك اي ؟ »

« قصدي واضح و إنت عارفه …. لأ استني هفكرك … الفترة اللي غبت فيها كان معياد التبرع الشهري لدار الايتام… بس اللي وصلني إن المبلغ مارحش كامل … ويارته حتي راح نصه … لكن اللي راح كان أقل من نصف قمته .. »

كانت تتحدث بهدوء لـ تقترب من المكتب لـ تلتقط ملف بالون الاحمر قائلة بهدوء يلعب بأعصابه

« تفتكر باقي المبلغ راح فين ؟ … خصوصاً إن متسجل في أوراق أنه كامل ! »

كان يشعر بأن الهواء قد نُفذ من حوله و لا يستطيع التنفس جيداً ، بينما أكملت هي قائلة و هي تضع يدها علي رأسها كما وكأنها تذكرت شيئاً للتو

« اه صح … إنت اللي طلبت تاخد المسئولية دي من " كريمة " … بس إنت مكنتش قدها … مكنتش قد المسئولية »

تعرق جبينه من شدة التوتر وظل يتبادل النظرات مع هؤلاء الأشخاص الذي كان مُجتمع معهم و لكن لا أحد إستطاع التكلم بشئ و إلتزموا الصمت

كانت هي تُتابع تلك النظرات بعين ثاقبة

لـ تتحدث بحدة قائلة

« سيد " صالح " … مش هقدر أتغاضي عن أخطائك اللي كترت عشان كده و بصفتِ رئيسة الشركة أنا بسحب منك منصب رئيس مجلس الإدارة … و دلوقتي إنت موظف عادي بالشركة دون أي منصب »

بعد أن فجرت تلك القنبلة نظرت لهم بكره ثم تحركت نحو الخارج و تتبعها " كريمة" التي وصفت هذا بجرأة " احلام "

بينما هو جلس علي المقعد مرة أخرى وهو غير مُصدق … كيف تأخذ منه هذا المنصب …. وهو كان يسعي لـ السيطرة على الشركة … الأن أصبح مُجرد موظف بها

« يعني هي سحبت منه المنصب و مبقاش صاحب مكانة في الشركة »

« أيوة …. بس أنا خايفة عليها أوي هو مش هيسبها بعد اللي عملته ده … أنا قولتلك الكلام ده عشان توصلوا لـ " " عاصم " أنا عارفة إنه مُهتم بيها و هيقدر يحميها »

تحدث هو قائلا بضيق

« صاحبتك هي اللي رفضت المساعدة منه يا " كريمة " … يبقي إزاي بتطلبيها دلوقتي ! »

تحدثت كريمة قائلة

« عشان هي عرفته حقيقته …. أنا أخر حاجة كنت اتوقعها إنه مُجرم بيقتل عشان الفلوس … بس بعد اللي عمله معاها و انقذها خلاني أفكر تاني و لحد ما عرفت إن مفيش غيره اللي يقدر يحميها »

نظر لها مطولاً ثم قال بهدوء

« فـ… أقصد " عاصم" مش زي ما انتوا فاهمين … هو مش قاتل »

تحدثت هي بحيرة قائلة

« أومال اي يا " علاء " ! »

قال هو بأسي

« مش هقدر أقولك حاجة …. بس أنا هوصل الكلام ده لـ " عاصم " »

-١٦-

بعد يوم مُرهق بالشركة عادت إلي البيت برفقة " ناهد " بينما " كريمة" لم تعود معهم بسبب أن هناك موعد لها مع بعض أصدقاء قُدمي … ولكن " احلام " لم تنطلي عليها تلك الحجة و لكنها تجاهلت الأمر

تجلس أمام المرآه بينما تنظر إلي تلك الحروق بوجهها بشرود لـ تقول بخفوت

« حقاً إن الجمال زائل ! »

قطع شرودها صوت الباب لـ تأذن لـ من بالخارج للدخول

دخلت " ناهد " لـ تبتسم لها " احلام "

بينما هي تقدمت لـ تجلس علي أريكة صغيرة ثم تحدثت قائلة

« حبيت أجي اتكلم معاكي شوية »

هزت " احلام " رأسها موافقة لـ تُكمل هي قائلة

« أنا بشكرك أوي علي اللي عملتيه معايا … أنا كل ما أفكر في مساعدتك ليا أعيط من الذهول … ده أقرب الناس ليا سابوني في عز ما أنا كنت ضعيفة و محتاجة سند … محتاجة حد يطمني … بس جيتي إنتِ و قدمتِ ليا المساعدة مع إنك متعرفنيش .. خلتيني أعمل العملية و يرجع وشي زي الأول و كمان شغلتيني في شركتك …. أنا حاسة إني لو عملت أي مش هقدر أرد جميلك عليا »

إبتسمت لها قائلة

« مش محتاجة تعملي حاجة غير إنك متفكريش ازاي تردي أي جمايل ليا … أنا بس عايزاكي تهتمي بشغلك و تفكري في المستقبل إنسي الماضي »

مسحت " ناهد " تلك الدموع التي هربت من مقلتها لـ تؤمي بنعم ثم تحدثت قائلة بحيرة

« إنتِ ليا قررتي تخلي وشك مُشوه قدام الناس … ده أنا مصدقت إني رجعت زي الأول »

نظرت هي إلي المرآه قائلة

« الظروف.. بس هو مش هيطول أنفذ كل اللي أنا عايزه … و أرجع زي الأول »

قطع حديثم خبط علي الباب لـ تأذن " احلام" بالدخول

دخلت " كريمة " التي ما إن وجدت " ناهد " تجلس مع " احلام " ظهر الضيق عليها لـ تقترب من " احلام " قائلة

« عايزة أتكلم معاكي … لوحدنا »

ما إن سمعت " ناهد " ذلك حتي قامت من مكانها بحرج قائلة

« أنا هروح انام … تصبحوا علي خير »

إنتظرت " كريمة " خروجها ثم إقتربت لـ تجلس مكانها قائلة بحزن إلي " احلام " التي أخذت تنزع ذلك الجلد الاصطناعي بحرص

« إنتِ مش ملاحظة إن كلامنا قل و مبقناش زي الأول ؟ »

« إنتِ اللي وصلتينا لـ كدة »

« وصلتنا لـ اي ! …. " احلام" إنتِ ليه مش عايزة تفهمي إن عملت كل ده عشانك … عشان خايفة عليكي »

نظرت لها " احلام " قائلة بسخرية

« لو كنتِ خايفة عليا فعلاً كنتِ عرفتيني اي اللي بيحصل من ورايا … كنت تخليني أفهم و أنا أختار مين يساعدني … مش تسلميني لـ قاتل »

« يا " احلام " .. في اليوم اللي الراجل فيه كان هيخطفك هو أنقذك منه وبعد كده أخدك بعيد عن هنا و قال إن أحسن حاجه الفترة دي إنك تختفي خالص … " احلام " إفتكري إنه انقذك و كمان…. »

قطعت كلامها " احلام " قائلة بحدة

« بس بقي كفاية … مش عايزة أتكلم في الموضوع ده تاني … دلوقتي ياريت تسبيني لوحدي »

نظرت لها " كريمة " بزهول و حزن وهي تمنع تلك الدموع من التساقط لـ تنهض لـ تخرج تارك إيها وحيدة كما طلبت

…………………………..

بداخل مركز شرطة

تحرك " علاء " في ذلك الممر الطويل بخطوات ثابتة ثم وقف أمام باب جانبي لـ يدق على الباب منتظر الرد

جأه الرد للدخول لـ يدخل مُغلقاً للباب ورأه ثم إقترب من المكتب لـ يجلس علي أحد المقاعد

نظر لـ ذلك الشاب الذي ينظر بإهتمام لـ بعض الملفات أمامه

تنهد " علاء " قائلاً

« إنت فعلاً هتسمع كلامها و تبعد ! »

نظر له قائلاً

« وإنت عايزني أعمل أي ؟ … هي اللي رفضت المساعدة »

« " فهمى " إنت بتتكلم جد ! …. ما هو طبعاً هترفض المُساعدة من شخص قاتل …. إنت مش ناوي تقولها الحقيقة ؟… مش ناوي تحسن صورتك قدمها ! »

تنهد " فهمى " قائلاً

« إنت عايز اي يا " علاء " ؟ »

تحدث هو بإنفعال

« عايزك تقولها الحقيقة … تقولها إنك مش قاتل و إن إسمك " فهمى" مش " عاصم " … وإنك شغال رائد شرطة ومش قاتل … وإنك كنت في مهمة سرية و إن لقب " الشبح " ده مش حقيقي و كان من ضمن الخطة للقبض علي بعض المجرمين …. كل ده كافي يحسن صورتك قدمها و زيادة »

توقف " علاء " عن التحدث وهي ينظر إلي الأخر الذي إكتفي بالصمت

تحدث " علاء " بهدوء

« إنت مش بتحبها ؟ … يبقي قولها كل حاجة »

تجاهل " فهمى" أخر جمله له

لـ بغضب " علاء " قائلاً

« عموماً … أنا جيت عشان أوصلك الكلام ده من " كريمة " صاحبتها »

سكت لـ نظرات الإهتمام بعين صديقه

لـ يكمل قائلاً

« " احلام " سحبت منصب الإدارة من " صالح " وده طبعاً أهانه قدام الكل عشان كده " كريمة " خايفة عليها منه و إنه هو أكيد هيئذيها تاني …. براحتك لو عايز تفضل بعيد براحتك … سلام يا صاحبي »

ثم تركه في دوامة أفكاره و قلقه لـ يخرج

النهاية

بعد مرور شهر

أصبحت " احلام " أكثر حرصاً علي شركتها حيث أنها بدأت بالاهتمام بالملفات الماليه بنفسها و أقالت بعض الموظفين الذين يستهترون بعملهم و أرسلت مبلغ أكبر لـ دار الايتام كـ تعويض و قامت بمتابعة عمليات البناء بنفسها

ولكن ما جعلها تشعر بالحيرة هو عدم رؤية " صالح " طيلة هذا الشهر و هذا زاد من خوفها ولكنها تجاهلت الأمر

الأن هي تحركت بالسيارة نحو موقع البناء ولكن هذه المرة هي وحيدة دون أحد

كانت تقود بطبيعة كما حال باقي السيارت إلي أن فرغ الطريق فجأة و ثوانٍ كانت مُحاطة بأربع سيارت

ظهر الهلع والخوف عليها عندما وجدت نفسها مُحاصرة بهذا الشكل

نظرت بخوف إلي هاتفها عندما أصدر رنين لـ وجود مُكالمة هاتفية

أمسكته بيد مُرتعشة لـ ترد بعد أن فتحت مكبر الصوت ولكن قبل أن تتحدث بأي كلمة جأها الرد بلهفة

« " احلام " متخافيش أنا وراكي مش هخليهم يؤذوكي … المهم لما يُطلبوا منك تقوفي تسمعي كلامهم بس أوي تنزلي من العربية … سمعاني »

تحدثت هي بخوف

« سمعاك … إنت مين ؟ »

« مش مهم انا مين دلوقتي …. هاا حد طلب منك حاجة ؟ »

نظرت هي بجانبها و جدت نافذة السيارة التي بجانبها تُفتح لـ يظهر رجل يرتدي نظارة سوداء طلب منها الوقوف بإشارة بيده

« اه في واحد طلب مني أقف »

جأها الرد سريعاً

« طب إقفِ و إقفلي أبواب العربية كويس »

نفذت هي ما قاله علي الفور لـ تقف السيارت الأربعة حولها

خرج رجل من إحدي السيارت لـ يقترب من سيرتها يُطالبها بالخروج وهو يمسك بـ مسدس بيده

إنكمشت هي علي نفسها خائفة ولم تخرج

لـ يغضب الرجل لـ يضرب زجاج السيارة بقوة محاولا كسره لـ تصرخ بفزع وهي تضع كلتا يدها علي إذنها و تغمض عينيها بقوة وهي تبكي

توقف الرجل عن ضرب الزجاج بعد سماعه لـ طلق ناري و صوت سيارت الشرطة لـ يتحرك بسرعة نحو سيارته هارباً ولكن فشلوا بالهرب بعدما تم إحاطة المكان بسيارت الشرطة

ظهر الأمل لديها عندما سمعت تلك الصفارت لـ ترفع نظرها تنظر حولها لـ تشعر بالأمان بعدما وجدت سيارت الشرطة حولها

فضلت هي عدم الخروج من السيارة حتي يُطلب منها لـ تنظر نحو الهاتف بشرود لـ يقطع شرودها هذا خبط علي زجاج نافذة السيارة لـ تنظر هي بتلقائية نحو ذلك الشخص لـ تظهر الصدمة علي وجهها عندما وجدته … " عاصم" يقف أمامها بزي الرسمي لقوات الأمن

بعد يومين

تجلس شاردة الذهن تُفكر بكل ما حصل لها في اليومين الماضيين من محاولة قتلها و معرفة حقيقة " عاصم " الذي علمت مؤخراً أنه يُدعي " فهمى"

جاءت " كريمة " لـ تجدها شاردة كما كانت تجدها طيلة اليومين الماضيين

« " احلام " مالك … سرحانة في اي ؟ … إنتِ مش مبسوطة باللى حصل و إن " صالح " إتقبض عليه و هيتحاسب خلاص ! »

نظرت لها " احلام " قائلة

« طبعاً مبسوطة …. أنا بفكر في حاجة تانية »

تحدثت " كريمة " بنصف عين

« " فهمى " صح ؟ »

هزت " احلام " رأسها بنعم قائله بحزن

« أنا ظلمته أوي … ومع كده هو ساعدني … أنا مش عارفة مالي مش عارفة أبطل تفكير فيه أبداً »

إبتسمت " كريمة " قائلة

« "احلام " … علي فكرة هو بيحبك »

نظرت لها بزهول لـ تضحك " كريمة " قائلة

« بتبصيلي كده ليه ! …. والله " فهمى " بيحبك وهو إحترم رغبتك فـ بعد زي ما إنتِ طلبتي بس هو بيحبك »

إبتسمت " احلام " لـ تتورد وجنتها من الخجل لـ تنظر نحو " كريمة " قائلة

« " كريمة " …. أنا محتاجة مساعدتك إنتِ و " علاء " »

تحدثت " كريمة " بتوتر قائلة

« وأنا مالي ومال علاء »

غمزت لها " احلام " قائلة

« عليا الكلام ده … النظرات بتفضح برضه و أنا لحظتها اليومين اللي فاتوا »

حاولت " كريمة " تغير الأمر قائلة

« طب إنت عايزنا في اي ؟ »

« هقولك »

خبط علي الباب قطع عمله لـ يأذن لـ من بالخارج للدخول

« " فهمى " في مجرم وجوده مع المساجين تحت خطر ومفيش زنزانة انفرادية عشان كده خلي هنا لـ حد ما نفضي واحدة »

تحدث " علاء " بهدوء

لـ يقول " فهمى " بسخرية

« وأي الخطر في وجوده تحت مع المساجين مش فاهم ؟ »

تحدث " علاء " بغموض

« هتعرف لما تشوفه »

ثم تركه لـ يعود بعض ثواني بـ شخص يرتدي بالطو أسود طويل و يضع غطاء الرأس الذي هو جزء من البالطو علي رأسه لـ يخفي وجهه … ثم خرج " علاء " تاركاً الإثنان معاً

تعجب " فهمى" من منظره هذا لـ يطلب منه خلع ذلك الغطاء و لكن لا رد لـ يعيد الطلب بحدة ولكن لا رد !

غضب هو لـ يتحرك بعصبية نحوه لـ ينزع ذلك الغطاء قائلاً بغضب

« هو أنا بكلم نفسي مش …….. »

لم يستطع إكمال كلامه من الذهول عندما وجدها هي من يقف أمامه و تنظر له بإبتسامة بريئة

« إنتِ بتعملي اي هنا ؟ »

تحدثت قائلة

« اي رأئيك في المفاجئة دي .. حلوة ؟ »

« " احلام " أنا مش بهزر إنتِ بتعملي اي هنا …. و الكلابشات حولين إيدك ليه ؟ »

نظرت هي له قائلة بهدوء

« أنا جيت أعتذرلك …. ولو مقبلتش إعتذاري أنا هفضل بالكلابشات دي كده …. يرضيك ؟ »

نظر لها مطولاً لـ يقول

« وإنت عايزة تعتذري علي اي ؟ »

« علي كلامي معاك أخر مرة و إني مقدرتش مساعدتك ليا …. بس غصب عني إنت مقولتش الحقيقة ليا »

« أنا كنت في مهمة سرية مكنش ينفع أقولك اي حاجة »

تحدث هو بجدية لـ تقول

« و دلوقتي خلصت صح ؟ …. يبقي إنت لازم تسامحني دلوقتي »

كانت تتحدث بطفولة و وجه عابس لـ يضحك قائلاً

« خلاص يا ستي سامحتك »

لـ تقول بفرحة

« يعني مش هتحبس ؟ »

عقد حاجبيه قائلاً

« وتتحبسي ليه ؟ »

« أصل أنا طلبت من " علاء " إنه يحبسني لو رفضت تسامحني … يمكن قلبك يحن وقتها »

قالت هي لـ ينظر لها بذهول قائلاً

« والله العظيم إنتِ مجنونة »

أكمل قائلاً بخبث

« بس أنا هحبسك فعلاً »

نظرت له بخوف قائلة

« هتحبسني فين ؟ … مع المجرمين ! »

ضحك قائلاً

« لأ في قلبي …. عندك مانع ؟ »

إبتسمت بخجل قائلة

« لأ … »

صمتت قليلاً لـ تُكمل قائلة

« إنت بتحبني من أمتي ؟ »

تحرك هو جذباً إيها نحو مكتبه لـ يجعلها تجلس لـ يجلس أمامها قائلاً

« لما كنت في دار الايتام … وأنا كنت علي السطح …. هو أنا اه مكنتش هقتلك طبعا بس كنت بوهمهم إني بعمل اللي بيطلوبه و بتراجع كأن في حاجة وقفت قدامي و معرفتش أنفذ المطلوب و بمد المدة الزمنية المحددة لـ حد ما أقدر أقبض عليهم »

سكت لـ يـكمل قائلاً

« إنت بقي كنت حاجة خاصة …. عشان قدرتي تاخدي قلبي »

توردت وجنتها من الخجل لـ تنظر حولها متجانبة النظر له لـ يضحك هو بقوة عليها

أنقذها من هذا الموقف المخجل

إقتحام " علاء " للمكتب بعد سماع ضحكات صديقه العالية لـ تتبعه " كريمة "

غمز له " علاء " قائلاً

« هاااا عرفت ليا خطر ! »

« عرفت يا أخويا »

تحدث " علاء " بسعادة قائلاً

« طب بما إن مهمتنا خلصت …. أنا عازمكوا علي فرحي أنا و " كريمة " »

نظرت " كريمة " له بذهول و خجل قائلة

« فرح كده علي طول مفيش خطوبة ! »

تحدث هو قائلاً

« خطوبة اي بس …. ده أنا تعبت و عايز استقر بقي … ما تقولي حاجة يا " احلام " »

ضحكت " احلام " قائلة

« والله إنتوا حريين مع بعض »

« لأ ما إحنا كمان فرحنا معاهم يا قلبي »

تحدث " فهمى " لـ تنظر له بزهول قائلة

« فرح مين اللي معاهم ؟ »

تحدث هو بمكر

« أنا وإنتِ يا قلبي »

تجاهلت كلامه قائلة

« لو سمحت فك إيدي عشان أمشي »

تحدث " فهمى" بمراوغة وهو ينظر لها بحب

« هفكها عند المأذون عشان عارف إنتِ مجنونة … هاااا تحبي نتجوز أمتي … علي قد المدة اللي هتحدديها هتفضل الكلابشات في إيدك …. عشان كده الاحسن يبقي دلوقتي »

ظلت تنظر له بذهول لـ يضحكا " علاء و كريمة " عليها لـ تغضب هي بطفولية قائلة

« خلاص هروح كده »

و بالفعل تحركت نحو الباب لـ تخرج تحت أنظارهم وهم يضحكون لـ يقف هو بسرعة لاحقاً إيها قائلاً بصوت عالي

« خودي هنا يااحلام قلبي …. خلاص بكرة حلو ؟ »

لـ ترد عليه بخبث قائلة

« ده بُعدك يا " فهمى " »

وضع هو يده على قلبه بدرامية قائلاً

« قلب " فهمى " »

تمت بحمد الله

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333989
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189882
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181492
4الكاتبمدونة زينب حمدي169752
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130967
6الكاتبمدونة مني امين116784
7الكاتبمدونة سمير حماد 107826
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97900
9الكاتبمدونة مني العقدة95015
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91764

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1552 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع