بهدوء شديد أفلِت الأمور من يدي وأتركها بين يدي الله، أضع أمامي ما كتبته الكاتبة المُلهمة البعيدة وسطرته في كتاب انصفها نهاية العمر:" اطلبي الفضل من كل قلبك ثم اطلقي سراحه"
لا مُنتصر في الحياة لكنني أُغلب كل ما يؤرقني بالكلمات التي أعثر عليها وأدوّنها في كتاب لا يقرؤه غيري، كانت أول سطوره: منذ ٨ سنوات حين كتبت: "المطمئن لا يضل" لا اعرف قائلها لكنني كما لو كنت اعرفه، كما لو كان قابلني يوما ما وقالها لي هامسا بالقرب من أذنيي ورحل، ألضم الكلمات بعضها ببعض كعقد غير مرئي لا يراه سواي، تجذبني تلك الكلمات إلى اقداري وتمنحني مفاتيح السير، بل إنها قد تخبرني أحيانا متي ابتسم ومتي اتحمس أو أنتظر ولا أفعل شيئا، أقيًم البشر بالكلمة، حين تخرج علي هيئة طير أحبهم، وحين أخشاهم ويمرون دون اثر في نفسي تظل الكلمة هي السبب
أتخيل أحيانا أن رجلا يبيع الكلمات ويتركها علي مقاعد اتوبيس فارغ من الركاب، وحين يصعد الجميع في الرحلة كلُ حسب حظه يلتقط كلمته التي تظل رفيقته للنهاية .. هكذا أرى العالم وابتسم.