يومًا ما، اطّلعت على أرشيف جريدة الأهالي في الثمانينيات، ووجدت تقريرًا إخباريًا عن حادثة سليمان خاطر، كتبه الأستاذ الكبير – رحمه الله – صلاح عيسى. كان تحليلًا إخباريًا وليس مجرد تقرير، مليئًا بالمعلومات الدقيقة، لا بالتخمين، إلى جانب دمجه لتفاصيل أخرى عزّزت الفهم.
المهم، أنه تقريبًا كان الوحيد وقتها الذي تمكّن من الوصول إلى المعلومات وتغطية الحادث، الذي لم يكن مجرد واقعة إطلاق نار، بل حادثة شائكة تمس سياسة الدولة. ورغم ذلك، نُشر الموضوع انتصارًا لحق القارئ في المعرفة، وللمعاني الحقيقية للصحافة ودورها، بعيدًا عن التسلية أو الوجاهة الاجتماعية.
بفتكر أستاذ صلاح عيسى وأنا أقرأ خبرًا عن شخصية كانت على رأس مؤسسة كبرى مرتبطة بالصحافة في مصر، وقد تحرّك مصيرها، وهو يطالب بحظر النشر في قضية فيها جريمة قتل وسرقة عادية، لا تقترب من الأمن القومي، وتحتاج إلى اجتهاد على كل المستويات، ومنها الصحافة، حتى لا تظل الناس فريسة للسوشيال ميديا على الأقل.
احنا مش في زمن المسخ لأ احنا عدينا البراميل.