ومضت كما مضى العمر بها، لم تتخلَّ يومًا عن طفولتها، رغم أنها على أعتاب الخمسين.
لم تُسقِط إلا ما ثقل على روحها؛ أفكارًا بالية توارثتها دون اختيار، وصلاتٍ لم يكن لها من قلبها نصيب، وتشابهاتٍ لا تُشبهها.
تحررت من علاقاتٍ تُرهق قلبها، ومن واجباتٍ لم تعد تُلامس معناها.
وحين تحررت... صارت هي، كاملةً، خفيفةً، صادقةً مع ذاتها.
هي فقط... بكل ما تنبض به روحها، وكل ما يقتنع به عقلها.
وكان ذلك التحرر — ولا يزال — أعظم إنجازٍ في حياتها.
لم تعد تركض وراء ما لا يشبه روحها، ولم تعد تخشى الفقد أو الوحدة.
صارت تؤمن أن الحياة لا تُقاس بما نتمسك به، بل بما نستطيع أن نتركه دون أن نفقد أنفسنا.
وهناك، في سكون أيامها الجديدة…
وجدت نفسها.
وهدأت.





































