من أشد ما ستقاسيه بالحياة هو ذلك الشعور بالضآلة والشفقة على النفس حينما تكتشف أن شخصًا وضعته بمصاف الأحباء والصادقين كان ثمة كذبة، وأنه لم يكن أكثر من شخص مزيف حِرفَتُه الزيف والكذب.
ستُطحن حينها بين شقي رحى..
إذ أن عقلك سيثور ويُقسِم أن يضعه طي النسيان وأن يُنسِف قواعد حبه من قلبك نسفًا، وما إن يبدأ في خطوته الأولى حتى تدرك أن ذلك الشخص يحمل جزءًا منك، من روحك وحياتك، من إيمانك وبراءتك، ومن أيامك وذاكرتك بداخله..!
ولتنساه عليك أن تنسى ذاتك تلك بكل ما يحمله منك، وأن تتلاشى منك لحظات من عمرك وحياة عشتها بالفعل..
فيما يشبه اقتطاع أعضاء من جسد حي.. أمر مؤلم أليس كذلك..!
في الأغلب ستختار تَحمُّل ضريبة المحو حتى تنجو، ستعاني ليفنى بداخلك ذلك الشخص مصطحبًا معه أجود نسخة منك.. حينها ستصاب روحك بثقب يتقطر اغترابًا وقسوة..
ولكن بنهاية الأمر ستعتاد على نسختك الجديدة.. وستنجو.