لم يكن يومًا من تضادات الوحدة تلك الأجساد المكدسة حولك،
أو أصواتهم العالية الرنانة التي تملأ أذنيك ورأسك،
وسؤالهم الأجوف الذي سئمت أحرفه المكررة(ك ي ف/ ح ا ل ك) ولا يُنتظر منك إجابة أخرى سوى تلك النمطية بقولك (بخير) و إلا فإنك تفتعل المشكلات محب للشكوى..!
لم يكن أيضًا من تضاداتها هؤلاء الرفاق الذين أوجدتهم معك الحياة ولم تُرافقهم روحك، فتشعر معهم رغم مشاركتهم لجميع تفاصيل يومك بالوحشة والغربة.
لم يكن يومًا تضادًا للوحدة سوى أُنس تلك الروح المنشقة عن أصل روحك،
الروح التي لا تحتاج في حضرتها سوى للغة الصمت الآمن المريح،
أن تدع بينكما أحرف الأعين تدون لغة تنقشها روحاكما المتكاملتان.
الأنس بأن لحزنك ذات الوقع بروح المحبوب،
حتى أنك لتعمل على زواله من داخلك سريعًا حتى لا تتأذى روحه فيصيبك أضعاف أذاه.
عشقك لتفاصيل الجسد الذي يحوي روحك ومتنفسك،
حتى أنك تبالغ فى الافتتان بجميع ما منه، وتغلفه دائمًا بغلاف لامع من العشق الذي يواري ما قد يراه الآخرون سوءات بذلك الجسد أو حتى بخفايا الروح.
ذلك الأحد الوحيد الذي يُختذل به الكل،
الذي يمحي من قاموسك تلك الوحدة والوحشة والغربة وجميع مترادفاتها،
ثم يُملي عليك معجماً كاملاً لا يفهمه سواكما،
يتضمن دفء ورقة واحتواء وأمن وأُنس بجنة لا يطأها غيركما.
#DINA_MONIR